و الأولياء، و التأريخ كلّه بالصّادق، و هو الإمام أبو عبد اللّه رضي اللّه عنه [1] و عن آبائه
الأكرمين الأبرار الأطهار* * * . و من الأئمّة من اختلف فيه النّاس بين موال غالي
في ولايته، و خصم غالى في خصومته، و الإمام الصّادق أجمع العلماء على فضله، و إذا غالى كثيرون في محبّته، فإنّه لم يكن العكس بالنّسبة إلى الإمام الصّادق، حيث لم يغال في عداوته أحد، بل لم يعاده أحد [2].
صفاته النّفسيّة:
أمّا صفاته النّفسيّة و العقليّة فقد علا بها على أهل الأرض، و أنّى لأهل الأرض أن يسامتوا أهل السّماء؟! سمو في الغاية، تجرد في الحقّ، و رياضة للنّفس، و انصراف إلى العلم، و العبادة، و ابتعاد عن الدّنيا و مآربها، و بصيرة تبدّد الظّلمات، و إخلاص لا يفوته إخلاص، لأنّه من معدنه، من شجرة النّبوّة، و إذا لم يكن الإخلاص في عترة النّبيّ، و أحفاد عليّ ففيمن يكون؟! فلقد توارث أحفاد عليّ الإخلاص خلفا عن سلف، و فرعا من أصل، فكانوا يحبّون للّه، و يبغضون للّه و يعتبرون ذلك من أصول الإيمان و ظواهر اليقين.
و الصّادق مصداق لقوله تعالى: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا[3]، و هو من أولياء اللّه الّذين قال فيهم: أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ
[1] انظر، تأريخ الخشّاب: 188، مقصد الرّاغب: 156، تأريخ أهل البيت (عليهم السّلام): 138، الهداية الكبرى: