responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 200

و ذلك لكثرة عبادته و صمته عن اللّغو، و قد راع أبا حنيفة منظر الإمام الصّادق، و اعتراه من الهيبة له ما لم يعتره من الهيبة للمنصور صاحب الطّول و الحول و القوّة، و التقى به ابن أبي العوجاء، و هو من دعاة الزّنادقة فارتاع، و لم يحر جوابا، فتعجب الصّادق من أمره، و قال له: مالك؟! ... فقال: ما ينطق لساني بين يديك، فإنّي شاهدت العلماء، و ناظرت المتكلمين، فما داخلني قطّ مثل ما داخلني من هيبتك‌ [1]! ..

هذه بعض صفاته النّفسيّة، و ببعضها يعلو على الرّجال، و يرتفع إلى أعلى المراتب، فكيف و قد تحلّى بهذه الصّفات و غيرها [2]؟! ..

علومه:

انصرف الإمام الصّادق بكلّه إلى العلم، فلم يشغل نفسه بشي‌ء سواه، و كان مخلصا للّه في إحياء العلم و نشره، يرشد الضّال، و يهدي إلى الحقّ، و يردّ الشّبهات، و يدفع الزّيغ، و يعمل على تنقية عقائد المسلمين ممّا اعترى بعضها من الإنحراف، و يبث روح التّسامح، و يمنع الطّائفيّة، فكان بذلك الإمام الصّادق حقّا، و حفيد الإمام عليّ، و سيّد العترة الطّاهرة.

و كان يدرس علم الكون، و ما اشتمل عليه، و من تلاميذه الكيمائي الشّهير جابر بن حيّان‌ [3]، تلقى عنده علم الكيمياء، و وضع فيه رسائل، طبع منها


[1] انظر، بحار الأنوار: 3/ 46.

[2] انظر، الإمام الصّادق، الشّيخ أبو زهرة: 36.

[3] جابر بن حيّان بن عبد اللّه الكوفي، أبو موسى: فيلسوف كيميائي، كان يعرف بالصّوفي. من أهل-

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 200
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست