في هذه السّنّة (1380 ه) ظهر في الرّياض عاصمة المملكة السّعوديّة مجلّة تحمل اسم «راية الإسلام»، و صاحب الإمتياز اسمه الشّيخ عبد اللّطيف بن إبراهيم آل الشّيخ. و رئيس التّحرير الشّيخ صالح بن محمّد بن لحيدان، و المدير الشّيخ عليّ بن حمد الصّالحي [1]. «ثلاثة ليس ليس لهم شبيه» باعوا أنفسهم للشّيطان، و قبضوا الثّمن كاملا، فجرى منهم مجرى الدّم في العروق، و ما خالفوا له قولا، و لا عصوا له أمرا حتّى أصاب منهم كل ما يبتغي، و حتّى أصبحوا له نصيبا مفروضا، و أطوع له من بنانه، يديره كيف شاء، و متى أراد، فإذا تكلموا فبلسانه، و إذا كتبوا فبقلمه، و إذا فكّروا فبوحي منه يفكرون، و إذا فعلوا فبأمره يعملون.
و في ربيع الآخر سنة (1380 ه) صدرت الأوامر لهؤلاء «الثّلاثة» من سيّدهم «أبي مرّة» أن يكتبوا في مجلّته «راية الشّيطان» مقالا وضع لهم تصاميمه، و رسم معالمه، ثمّ أوحى إليهم أن يقيموا عليها أركانه و بنيانه، فنشروا مقالا في العدد الخامس بعنوان «خطاب موجّه لشيخ الجامع الأزهر»، وقّعوه
[1] كان من نتيجة الرّدود و الإحتجاجات الّتي قام بها علماء جبل عامل، و أهل القطيف، و البحرين أن طرد المسؤولون في السّعوديّة الشّيخ الصّالحي من إدارة المجلّة. (منه (قدّس سرّه)).