responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 165

لا عمل بعد اليوم‌

أنّ الّذين رصدوا خطوات الحياة منذ درج الإنسان على وجه الأرض، و استعرضوا الماضي يدركون أنّ جيلنا هذا لم يستقل بخلق المدنيّة الحديثة و إيجادها، و إنّما هي نتيجة لازمة لإطّراد تقدم الإنسان و رقيّة على سلّم التّصاعد منذ وجد حتّى الآن، فالسّلف شريك الخلف في كلّ ما تحويه المدنيّة من أفانين و أعاجيب. إنّ حلقة الإتّصال بين الماضي و الحاضر هي وراثة الثّاني للأوّل، في جميع أشيائه الماديّة و المعنويّة، إنّ حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها بناية واحدة، و كلّ عصر هو حجر في بنائها، إذن نحن نعيش بالماضي و الحاضر معا، كما ستعيش الأجيال المقبلة بنا و المستقبل.

لمن هذه الأنظمة و القوانين الّتي ترتكز عليها السّياسة؟ و متى نشأت هذه الأديان الّتي شيّدت لها المعابد و المعاهد، و نبتت بذورها و أيعنت في كلّ قلب حتّى سيّرت الأمم و الأفراد في مسالكها الخاصّة و العامّة؟ و أين أرباب هذه الألوف من الكتب الّتي فرضت نفسها على الكلّيات و الجامعات؟ أمّا منشأ اللّغات و تطورها فعلمها عند ربّي، فأي مادّة تقع عليها العين نجت من يد الماضي! و أي روح لم تسترشد بحكمته و تهتد بسنائه! و كم حوت كنوز آبائنا العرب من جواهر الحكمة، فأضاعها ورّاثها الأقربون و انتفع بها الأباعد

اسم الکتاب : الحسين و بطلة كربلاء المؤلف : مغنية، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست