و جاهه و كيانه، و هنا يعرف المؤمن حقّا، و يتميّز عن الزّائف.
و الآية الكريمة خير مثال على ذلك، فإنّ الوالد أرفق النّاس بولده. و أحبّهم إلى قلبه، و مع هذا فإنّ دين إبراهيم (عليه السّلام) تغلب على هذا الرّفق، و الحبّ، و هذه العاطفة الأبويّة، و أقدم على ذبح ولده طاعة للّه سبحانه .. و أيضا استسلم ولده للذّبح طاعة لخالقه رغم عاطفته و رغبته في الحياة.
و كذلك الحسين (عليه السّلام) سلّم للذّبح ولديه عليّ الأكبر [1]، و الطّفل الرّضيع [2]،
[1] انظر، مقتل الحسين لأبي مخنف: 161- 164، إبصار العين: 21 طبعة النّجف، تأريخ الطّبري:
4/ 340، و: 6/ 256، المعارف: 213 و 214، مقاتل الطّالبيّين: 55 و 56، الكامل لابن الأثير:
4/ 30، و الأخبار الطّوال: 254، تأريخ الطّبري: 6/ 625.
[2] هو عبد اللّه بن الحسين بن عليّ (عليه السّلام) ولد في المدينة، و قيل في الطّفّ و لم يصح، و أمّه الرّباب بنت امرىء القيس و هي الّتي يقول فيها الإمام الحسين (عليه السّلام):
لعمرك إنّني لأحبّ دارا* * * تحلّ بها سكينة و الرّباب
قال المسعودي في ينابيعه: 3/ 77، و الإصبهاني: 35 و 95، و الطّبري: 4/ 342، و: 2/ 360 طبعة أوربا، و غيرهم: إنّ الحسين لمّا آيس من نفسه ذهب إلى فسطاطه فطلب طفلا له ليودّعه فجاءته به اخته زينب فتناوله من يدها و وضعه في حجره، فبينما هو ينظر إليه إذ أتاه سهم فوقع في نحره فذبحه.
قالوا: فأخذ دمه الحسين (عليه السّلام) بكفّه و رمى به إلى السّماء و قال: أللّهمّ لا يكون أهون عليك من دم فصيل ... قالوا: فروي عن الباقر (عليه السّلام) أنّه لم تقع من ذلك الدّم قطرة إلى الأرض ...
و الّذي رماه بالسّهم حرملة بن الكاهن (كاهل) الأسدي، و قيل: إنّ الّذي رماه عقبة بن بشر الغنوي، و قيل: غير ذلك. انظر، مقتل الحسين لأبي مخنف: 171- 172 و هامش «1» من ص 173، الفتوح لابن أعثم: 3/ 131- 132، المناقب لابن شهر آشوب: 2/ 222، الإختصاص للشّيخ المفيد: 30، نسب قريش: 59، سرّ السّلسلة العلوية: 30، اللّهوف في قتلى الطّفوف: 65 و لم يذكر اسم أمّه، تأريخ اليعقوبي: 2/ 218 طبعة النّجف، البحار: 10/ 23، و: 45/ 46 و 47 طبعة آخر، مقتل الحسين للخوارزمي: 2/ 32، مثير الأحزان لابن نما الحلّي: 36، البداية و النّهاية لابن كثير: 8/ 186، أخبار الدّول للقرماني: 108، منتهى الآمال: 1/ 693، تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزي: 252،-