قال الإمام الصّادق (عليه السّلام): «أنّ الحسين لمّا فصل متوجها إلى العراق أمر بقرطاس، و كتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من الحسين بن عليّ إلى بني هاشم، أمّا بعد؛ فإنّه من لحق بي استشهد، و من تخلّف لم يبلغ الفتح، و السّلام» [1].
و لم يرد الإمام بالفتح فتح البلاد و الممالك، و إنّما أراد ظهور أمر اللّه، و انتصار كلمة الإسلام، و قد كان الإمام على يقين من هذا الإنتصار، و لذا قال: و من تخلّف لم يدرك الفتح، أي لم ينل شرف الجهاد في سبيل الدّين [2]. حاربت أميّة صاحب الدّعوة، و هي على الشّرك ظاهرا و باطنا، و لمّا جاء نصر اللّه و الفتح استسلمت، و أظهرت الإسلام، و أبطنت الكفر، و لمّا انتقل النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) إلى ربّه عادت إلى محاربة الإسلام، و لكن عن طريق الكيد و التّآمر، كما تدل حكاية أبي سفيان مع الإمام حين بويع أبو بكر بالخلافة، حيث قال أبو سفيان لعليّ: «إن شئت ملأتها لك عليهم خيلا و رجالا» [3].
و قال للإمام: «و اللّه إنّي لأرى عجاجة لا يطفئها إلّا دمّ يا آل عبد مناف، فيما
[1] انظر، اللّهوف في قتلى الطّفوف السّيّد ابن طاوس الحسني: 40.