خطبة أمير المؤمنين ع‌

وَ بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع لَغَطُ[1] الْقَوْمِ وَ اجْتِمَاعُهُمْ عَلَى حَرْبِهِ فَقَامَ فِي النَّاسِ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ ذَكَرَ النَّبِيَّ فَصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ «أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ طَلْحَةَ وَ الزُّبَيْرَ قَدِمَا الْبَصْرَةَ وَ قَدِ اجْتَمَعَ أَهْلُهَا عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ بَيْعَتِي فَدَعَوَاهُمْ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ خِلَافِي فَمَنْ أَطَاعَهُمَا مِنْهُمْ فَتَنُوهُ وَ مَنْ عَصَاهُمَا قَتَلُوهُ وَ قَدْ كَانَ مِنْ قَتْلِهِمَا حُكَيْمَ بْنَ جَبَلَةَ مَا بَلَغَكُمْ وَ قَتْلِهِمَا السَّبَابِجَةَ وَ فِعَالِهِمَا[2] بِعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ مَا لَمْ يَخْفَ عَلَيْكُمْ وَ قَدْ كَشَفُوا الْآنَ الْقِنَاعَ وَ آذَنُوا بِالْحَرْبِ وَ قَامَ طَلْحَةُ بِالشَّتْمِ وَ الْقَدْحِ فِي أَدْيَانِكُمْ وَ قَدْ أَرْعَدَ وَ صَاحِبُهُ وَ أَبْرَقَا وَ هَذَانِ امْرَءَانِ‌[3] مَعَهُمَا الْفَشَلُ وَ لَسْنَا نُرِيدُ مِنْكُمْ أَنْ تُلْقُوا بُطُونَ‌[4] مَا فِي نُفُوسِكُمْ عَلَيْهِمْ وَ لَا تُرُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ لَنَا وَ لَسْنَا نُرْعِدُ حَتَّى نُوقِعَ وَ لَا نُسِيلُ حَتَّى نُمْطِرَ[5] وَ قَدْ خَرَجُوا مِنْ هُدًى إِلَى ضَلَالٍ دَعَوْنَاهُمْ إِلَى الرِّضَا وَ دَعَوْنَا إِلَى السَّخَطِ فَحَلَّ لَنَا وَ لَكُمْ رَدُّهُمْ إِلَى الْحَقِّ وَ الْقِتَالِ وَ حَلَّ لَهُمْ بِقِصَاصِهِمُ الْقَتْلُ وَ قَدْ وَ اللَهِ مَشَوْا إِلَيْكُمْ ضِرَاراً وَ أَذَاقُوكُمْ أَمَسَّ مِنَ الْجَمْرِ[6] فَإِذَا لَقِيتُمُ الْقَوْمَ غَداً فَاغْدُوا فِي الدُّعَاءِ وَ أَحْسِنُوا فِي التَّقِيَّةِ وَ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ‌ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‌».

[1]- ق: لفظ. و« اللغط: الأصوات المبهمة المختلطة و الجلبة لا تفهم. و قيل: هو الكلام الذي لا يبين، يقال:

سمعت لغط القوم» لسان العرب ج 7 ص 391( لغط).

[2]- ط: فعلهما.

[3]- م، ق: أمران.

[4]- ق: تلقونهم؛ ط: تلقوهم ليظنوا.

[5]- في شرح هذه الجملة و السطرين ما قبلها راجع شرح نهج البلاغة ج 1 ص 237- 238.

[6]-« الجمر: النار المتّقدة، واحدته: جمرة» لسان العرب ج 4 ص 144( جمر).