كتاب أمير المؤمنين ع إلى أهل الكوفة
وَ لَمَّا بَلَغَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَا قَالَ وَ صَنَعَ غَضِبَ غَضَباً شَدِيداً وَ بَعَثَ الْحَسَنَ ع وَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ وَ كَتَبَ مَعَهُمْ كِتَاباً فِيهِ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُسْلِمِينَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ دَارَ الْهِجْرَةِ تَقَلَّعَتْ بِأَهْلِهَا فَانْقَلَعُوا عَنْهَا فَجَاشَتْ جَيْشَ الْمِرْجَلِ[1] وَ كَانَتْ فَاعِلَةً يَوْماً مَا فَعَلَتْ وَ قَدْ رَكِبَتِ الْمَرْأَةُ الْجَمَلَ وَ نَبَحَتْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ[2] وَ قَامَتِ الْفِتْنَةُ الْبَاغِيَةُ يَقُودُهَا رِجَالٌ[3] يَطْلُبُونَ بِدَمٍ هُمْ سَفَكُوهُ وَ عِرْضٍ هُمْ شَتَمُوهُ وَ حُرْمَةٍ هُمُ انْتَهَكُوهَا وَ أَبَاحُوا مَا أَبَاحُوا يَعْتَذِرُونَ إِلَى النَّاسِ دُونَ اللَّهِ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضى عَنِ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ[4] اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَنَّ الْجِهَادَ مُفْتَرَضٌ عَلَى الْعِبَادِ وَ قَدْ جَاءَكُمْ فِي دَارِكُمْ مَنْ يَحُثُّكُمْ عَلَيْهِ وَ يَعْرِضُ عَلَيْكُمْ رُشْدَكُمْ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنَ الدُّخُولِ فِي هَذَا الْأَمْرِ وَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَداً أَوْلَى بِهِ مِنِّي مَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ وَ قَدْ بَايَعَنِي طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ طَائِعَيْنِ غَيْرَ مُكْرَهَيْنِ ثُمَ[5] خَرَجَا يَطْلُبَانِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَ هُمَا اللَّذَانِ فَعَلَا بِعُثْمَانَ مَا فَعَلَا وَ عَجِبْتُ لَهُمَا كَيْفَ أَطَاعَا
[1]-« جاشت القدر: غلت. و من المجاز: جاشت الحرب بينهم» أساس البلاغة ص 70( جيش) و« المرجل:
القدر من الحجارة و النحاس» لسان العرب ج 11 ص 274( رجل).
[2]- أشار عليه السلام إلى خروج عائشة إلى حرب الجمل و نبح كلاب الحوأب لها.
[3]- ق، ط:- رجال.
[4]- اقتباس من الآية 96 من سورة التوبة( 9).
[5]- م، ق: و.