طريف الفكرة، شريف الفطرة، سليم الجنبة، عظيم الهيبة، قوي النفس، نقي
القلب، زكي الروح، و فيّ العقل، كثير الزهد، حميد الخلق، حسن السياق، مستجاب
الدعوة، مسلوب الادّعاء، معظّما في أعين الملوك و الأعيان، مفخّما عند اولي
الجلالة و السلطان.
حتّى أنّ نادر
شاه- مع سطوته المعروفة و صولته الموصوفة- كان لا يعتني من بين علماء زمانه إلّا
به، و لا يقوم إلّا بإذنه، و لا يقبل إلّا قوله، و لا يمتثل إلّا أمره، و لا يحقّق
إلّا رجاه، و لا يسمع إلّا دعاه.
و ذلك
لاستغنائه الجميل عمّا في أيدي الناس، و اكتفائه بالقليل من الأكل و الشرب و
اللباس، و قطعه النظر عمّا سوى اللّه، و قصده القربة فيما تولّاه.
ثمّ قال: غير
أنّ هذا الشيخ الجليل لمّا كان في زمن فاسد عليل، و عصر لم يبق لأحد فيه إلى نصر
العلم و الدين سبيل- من جهة استيلاء الأفغان على ممالك ايران، و استحلالهم أعراض
الشيعة و دماءهم و أموالهم في كلّ مكان، سيّما محروسة اصبهان- لم يبق له مع كونه
الفحل المحلّ العجب العجاب كثير ذكر بين الأصحاب، و لا جدير اشتهار لما صنّف من
رسالة و كتاب.
بل لم يعرف من
أجل ذلك له استاد معروف، أو اسناد متّصل إليه أو عنه على وجه مكشوف، و كأنّ ذلك
كان مفقودا فيه معوذا عليه، و إلّا لنقله و نقل عنه في مبادي كتاب أربعينه لا
محالة، كما هو ديدن مؤلّفي الأربعينيات، و لم يكن يعتذر هناك عن تركه ذكر الاسناد
منه إلى المعصوم 7 بأعذار غير سديدة.
ثمّ قال: و كان
; مرتفعا جدّا في محبّتهم- أي: محبّة السادة الفاطميين- و الاخلاص لهم
الوداد، كما حكاه الثقات.
و كان رحمه
اللّه أيضا صاحب مقامات فاخرة، و كرامات باهرة، يوجد نقل