responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التتمة في تواريخ الأئمة(ع) المؤلف : الحسيني العاملي، السيد تاج الدين    الجزء : 1  صفحة : 62

بتقوى اللّه و الصبر، ثمّ تشهّد الشهادتين و مدّ يديه إلى جانبيه، و قال: «أستودعكم اللّه أهل البيت، عليكم منّي السلام».

ثمّ قال: لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ الْعامِلُونَ‌ [1].

ثمّ قبض (صلوات اللّه عليه)، فكثر البكاء و النحيب في داره و في جميع شوارع الكوفة، و سمع الناس أصوات الملائكة، و كان ذلك اليوم كيوم وفاة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و لقد أحسن من قال:

و لا غرو للأشراف إن ظفرت بها* * * كلاب الأعادي من فصيح و أعجم‌

فحربة وحشيّ سقت حمزة الرّدى‌* * * و قتل عليّ في حسام ابن ملجم‌ [2]

و لما توفّي أمير المؤمنين (عليه السلام) غسّل و حنّط ببقيّة حنوط رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و كفّن و جعل على سريره، و حمل الحسن و الحسين (عليهما السلام) بمؤخّر النّعش، و حملت الملائكة بمقدّمه، و كان (عليه السلام) قد أعلمهم ذلك قبل موته، ثمّ مضوا به إلى الغريّ فدفنوه ليلا، و كان مقبرة للكوفة [3].

و بقي موضع قبره غير معلوم إلى زمان الرشيد، فروي أنّه خرج إلى الصيد، فلمّا وصل إلى ذلك المكان كان يرسل الكلاب، و رأى الوحوش تهرب إلى هذا الموضع فترجع الكلاب عنها، فتعجّب من ذلك، ثمّ أحضر بعض الشيوخ من الأخباريّين‌ [4] الممارسين للتواريخ فسألهم عن هذا المكان و أخبرهم بما كان، فقالوا: قد بلغنا أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) دفن بهذا المكان‌ [5]، ثمّ اشتهر من ذلك‌


[1] الصافات 37: 61.

[2] كشف الغمة 1: 435.

[3] الارشاد: 19، روضة الواعظين 1: 136، إعلام الورى: 202.

[4] في «ج»: الأخبار. و الأخباري: المؤرّخ، و الأخبار: جمع خبر، العالم بالخبر.

[5] فرحة الغريّ: 119.

اسم الکتاب : التتمة في تواريخ الأئمة(ع) المؤلف : الحسيني العاملي، السيد تاج الدين    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست