responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التتمة في تواريخ الأئمة(ع) المؤلف : الحسيني العاملي، السيد تاج الدين    الجزء : 1  صفحة : 61

ساعته‌ [1].

و أمّا عبد الرحمن فإنّه وصل إلى الكوفة، فطرق باب قطام فخرجت إليه، و كانت قد يئست من رجوعه، فلمّا رأته فرحت، و أخبرها ببقائه على العهد و بما كان له في سفره، فلمّا كانت الليلة المتّفق عليها، أخذ السيف إلى الصّيقل‌ [2] فأجاد صقله، ثمّ أتى به إلى قطام فلم تقنع بذلك، و أخذته و سقته السّمّ.

و مضى ابن ملجم فنام في المسجد، و قيل: بل كان نائما في دار قطام إلى وقت السحر [3]، فلمّا أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) لصلاة الصّبح أمهله حتّى دخل في الصلاة، ثمّ ضربه بالسيف على رأسه فشقّه إلى موضع سجوده، و وقع الإمام مغشيّا عليه، فارتفعت الصيحة، و قامت الضجّة، فأتى الحسن و الحسين (عليهما السلام) إلى المسجد فوجدا أباهما و هو مخضّب بدمائه يغشى ساعة و يفيق أخرى، فبكيا بكاء شديدا و كثر البكاء و النّحيب في المسجد حتّى أشرف الناس على الهلاك، و تقدّم الحسن (عليه السلام) فصلّى بالناس و صلّى معهم الإمام (عليه السلام) بالإيماء.

و أمّا ابن ملجم فإنّه خرج من المسجد هاربا، فالتقاه حذيفة النّخعيّ (رحمه اللّه) في الطريق، و رأى تحت أثوابه السيف و هو حائر لا يدري أين يذهب، فصاح عليه فاجتمع الناس فقبضوه و كتّفوه، و أتوا به إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فعنّفه على ما فعل، فقال له ابن ملجم: أ فأنت تنقذ من في النار؟! ثمّ حمل أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى منزله، و كان الناس يدخلون عليه و يعودونه و يسألونه المسائل، فلمّا كانت ليلة إحدى و عشرين، و هي الليلة التي توفّي فيها، جمع أهل بيته و أولاده فودّعهم و ودّعوه و بكوا جميعا بكاء شديدا، ثمّ أوصاهم‌


[1] مقاتل الطالبيين: 17، إعلام الورى: 201، الكامل في التاريخ 3: 393.

[2] الصيقل: شحّاذ السيوف و جلّاؤها. «لسان العرب- صقل- 11: 380».

[3] في «ط»: الصبح.

اسم الکتاب : التتمة في تواريخ الأئمة(ع) المؤلف : الحسيني العاملي، السيد تاج الدين    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست