أبي طالب (عليه السلام)، فبكت فاطمة (سلام اللّه عليها) بكاء شديدا، ففتح عينيه و أمرها بالدّنوّ منه، فدنت منه فناجاها طويلا، فرفعت رأسها و عيناها تهملان دموعا، ثمّ سارّها بعد ذلك مرّة أخرى، فرفعت [رأسها] و وجهها يتهلّل فرحا، فسئلت فاطمة عن ذلك، فقالت: «نعى (صلّى اللّه عليه و آله) إليّ نفسه فبكيت، فقال لي: يا بنيّة لا تجزعي على أبيك من الموت، فإنّي سألت ربّي أن يجعلك أوّل أهل بيتي بي لحوقا، فأخبرني أنّه قد استجاب لي، فضحكت».
و استدعى الحسن و الحسين (عليهما السلام) فودّعهما و بكى بكاء شديدا حتّى بكيا لبكائه و وقعا عليه، فأراد عليّ (عليه السلام) أن ينحّيهما عنه فمنعه النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) من ذلك.
قال: و كان جبرئيل (عليه السلام) ينزل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في مرضه و يسأله عن حاله، و يبشّره بالكرامة و المنزلة [1].
قال: ثمّ إنّ رجلا استأذن على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فخرج إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال له: «ما حاجتك؟».
فقال: أريد أن أدخل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).
فقال له: «لست تصل إليه، فما حاجتك؟».
فقال الرجل: لا بدّ من الدخول عليه، فدخل و استأذن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فأذن له، فدخل و جلس عند رأسه، ثمّ قال: السلام عليك، يا نبيّ اللّه.
فقال له النبيّ: «و عليك السلام، فما حاجتك؟».
فقال: أنا رسول اللّه إليك.
فقال له النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله): «و أيّ رسل اللّه أنت؟».