قال: أنا ملك الموت، أرسلني إليك ربّك، و هو يقرئك السلام، و يخيّرك بين لقائه و الرجوع إلى الدنيا.
فقال له: «أمهلني حتّى ينزل جبرئيل فأستشيره» فعرج ملك الموت، فأتاه جبرئيل فأخبره النبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) بما خيّره ربّه و استشاره في ذلك، فقال له:
ثمّ أتى ملك الموت، فقال له (صلّى اللّه عليه و آله): «امض بما أمرت به» فقبض روحه الشريفة، و كان جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، و ملك الموت قابضا لروحه [2].
فلمّا قضى نحبه (صلّى اللّه عليه و آله) و يد عليّ (عليه السلام) تحت حنكه الشريف، ففاضت نفسه المقدّسة فيها، مسح بها وجهه، و وجّهه إلى القبلة، و غمّض عينيه و هو يبكي، فقال لمن حضر: «عظّم اللّه أجوركم في نبيّكم» [3].
و ممّا رأيت من الكلمات الموافقة لتاريخ موته (عليه الصلاة و السلام) مع قلّة العدد:
(طب)، (زد) [4] و توجيهها بأن تجعل كتابة عن لسان الحال بطلب الزيادة له من اللّه تعالى فيما أعطاه من الزّلفى و المنزلة.
و تولّى عليّ (عليه السلام) تغسيله و تكفينه و دفنه [5].