responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان المفيد في شرح الحلقة الثالثة المؤلف : المنصوري، الشيخ أياد    الجزء : 1  صفحة : 58

العروض‌ [1].


[1] اعلم أن الواسطة على ثلاثة أقسام و هي:

أوّلًا: الواسطة في الثبوت: و هي علّة ثبوت شي‌ء لشي‌ء كعلّية النار لثبوت الحرارة للماء- مثلًا-، فإنّ النار علّة و واسطة لثبوت الحرارة للماء.

و بعبارة أخرى: إنّ الواسطة الثبوتية هي علّة ثبوت المحمول للموضوع، ففي قولنا: «الماء حارٌّ» تكون النار هي العلّة لثبوت المحمول و هو «الحرارة» للموضوع و هو «الماء».

ثانياً: الواسطة في الإثبات: و هي العلّة للعلم بثبوت شي‌ء لشي‌ء كعلّية الدّخان للعلم بوجود النار، فالدخان علّة و واسطة لحصول العلم بوجود النار و ليس واسطة لوجود النار.

ثالثاً: الواسطة في العروض: و هي عبارة عن الواسطة في عروض شي‌ء على شي‌ء، أي واسطة في الحمل، كما لو قلنا «الميزاب يجري» فإن عروض الجريان على الميزاب و صحّة حمله عليه، كان بواسطة الماء الذي في الميزاب؛ لأن الذي يوصف بالجريان حقيقة هو الماء و ليس الميزاب، فمثل الماء في هذه الحالة يُسمَّى واسطة في عروض الجريان على الميزاب، و كذلك لو قلنا: «زيد قد تحرّك» إذا كان جالساً في السفينة و قد تحرّكت، فإنّ عروض الحركة على زيد و صحّة حملها عليه كان بواسطة حركة السفينة، فحركة السفينة هي الواسطة في عروض الحركة على زيد، و لولاها لما صحّ إسناد الحركة إليه؛ لأنه كان جالساً و لم يتحرّك.

و بعبارة مختصرة: إنّ الواسطة في العروض هي الواسطة في الحمل، بحيث لو لا تلك الواسطة لما صحّ الحمل.

و المقصود بالعرض الذاتي في المقام هو: ما يحمل على الموضوع بلا واسطة في العروض، في مقابل ما يحمل عليه بواسطة أمر آخر، ففي علم الأصول- مثلًا- عند ما نبحث عن خبر الثقة هل هو حجّة أم لا؟ أو نبحث عن الظهور هل هو حجّة أم لا؟ و هل هما ممّا يجوز الاستناد إليهما أم لا؟، فهذا بحث عن العوارض الذاتيّة للموضوع؛ لأن الحجّية ممّا تعرض على كل من خبر الثقة و الظهور حقيقة و بلا واسطة في العروض، فيكون موضوع علم الأصول عبارة عن (العناصر المشتركة)؛ لأن كلًا من خبر الثقة و الظهور عنصرٌ مشتركٌ، و البحث يدور حول دليلية تلك العناصر أي: حجيتها. و هذا بحث عن العوارض الذاتيّة للموضوع.

و ينبغي الالتفات إلى أنَّ المراد من العرض الذاتي في المقام غير المراد منه في باب الكليّات الخمس، و هو ما كان تقتضيه نفس الذات و منتزعاً عن مقام الهويّة، بل المراد به في المقام ما يعرض الشي‌ء بلا واسطة في العروض. و السر في تفسيرهم للعرض الذاتي بذلك- أي: ما يعرض الشي‌ء بلا واسطة في العروض-، هو أن البحث في غالب مسائل العلوم ليس بحثاً عن العوارض الذاتية لموضوع المسألة على نحو يكون ذات الموضوع مقتضياً لذلك العرض؛ فإن خبر الواحد- مثلًا- بذاته لا يقتضي الحجيّة، و إنّما هي تثبت له بجعل الشارع لها، فلا يكون البحث عن حجيّة خبر الواحد بحثاً عن العوارض الذاتية للموضوع لو أريد من العرض الذاتي ما تقتضيه نفس الذات، و لأجل ذلك قالوا بأنه: ما يعرض الشي‌ء بلا واسطة في العروض.

اسم الکتاب : البيان المفيد في شرح الحلقة الثالثة المؤلف : المنصوري، الشيخ أياد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست