و هي بفتح الطاء المهملة و كسر المثناة التحتانية و آخرها فاء. مدينة على اثني عشر فرسخا من مكّة، كثيرة الفواكه و المياه الطيبة، طيبة الهواء، أبرد مكان بالحجاز، و ربما جمد الماء في ذروة غزوان؛ الجبل التي هي على ظهره، و أكثر ثمرها الزبيب. حاصرها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بعد فتح مكّة لما فرغ من حنين، و استشهد معه فيها غير واحد من المهاجرين و الأنصار.
و ينسب إليه بها عدّة آبار منها بناحية ليّة بئر يقال إنه (صلى اللّه عليه و سلم) شرب منها.
و شهرتها بالفضل تغني عن الإطالة بشرحه.
و يروى من سبب تسميتها أنّ جبريل- (عليه السلام)- اقتلع قرية من الشام، ثم طاف بها بالبيت أسبوعا، ثم وضعها محلّها؛ إجابة لدعوة إبراهيم الخليل- (عليه السلام)- لما قال: وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ [البقرة: 126].
و بها مات ابن عباس، و محمد بن الحنفية و غيرهما [2] من السّادات رضي اللّه عنهم.
و أكثر من نزلها ثقيف، و اعتزل بها المغيرة بن شعبة، و كذا أقام فيها الحكم ابن أبي العاص عمّ عثمان بن عفان رضي اللّه عنهما، و والد مروان بإرسال النبي (صلى اللّه عليه و سلم) به إليها؛ فاستمر إلى خلافة عثمان، فأعاده إلى المدينة حتى مات.
[1] انظر «معجم البلدان» 4/ 78، و «مراصد الاطلاع» 2/ 877، و «معجم ما استعجم من أسماء البلاد و المواضع» 3/ 155.
[2] و فيها توفي سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد اللّه بن باز- (رحمه اللّه)-، و ذلك في فجر يوم الخميس السابع و العشرين من شهر محرم لعام عشرين و أربع مئة و ألف.
اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 220