العبارات؛ التي فيها من النّذر لغير اللّه، و التبرك بالقبور و المزارات، و الثناء على من فعل ذلك ثم هو لا يتعقبها بشيء؛ بل إنّه- عفا اللّه عنه- ربّما يذكر ذلك عن نفسه (!).
فتأمل قوله [1]: «و قبره بها ظاهر يزار، و يتبرّك به، و يقصد بالنذور و القربات، و قد زرته، و رجوت حصول القبول، و بلوغ المأمول- إن شاء اللّه تعالى-».
و تأمّل قوله [2]: «و قبره مقصود للتبرّك و الزيارة، و تحمل إليه النذور من الأقطار النائية!».
و قوله [3]: «و قبره بها ظاهر يزار؛ بل يحيون عنده اللّيلة المذكورة من كلّ سنة».
و قد وقفت على كلام للشّيخ حامد الفقي يصوّر فيه طبيعة العصر الذي كان يعيش فيه السّخاوي- (رحمه اللّه)- في مقدمة تحقيقه ل «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» للسّخاوي.
قال- (رحمه اللّه)- [5]: «و من يقرأ مؤلّفات السّخاوي يرى فيه صورة العصر الذي عاش فيه، فيعرف أنّه كان عصر تقليد عميق و جمود عنيف على الموروث عن الآباء و الشيوخ».
[1] انظر صفحة (124) من كتابنا هذا مع التعليق عليه.
[4] و هذا من غير تتبّع منّي؛ إنّما هو بعض ما جاء في كتابه «البلدانيات»، و لعلّ هذا يكون نواة لدراسة شاملة- أساسها الاستقراء- حول الحافظ السخاوي و منهجه في التوحيد و العقيدة عموما.