اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 114
و بها- فيما قيل- جامع عمريّ؛ به عمود رخام، مكتوب عليه: اللّه بسّ [1].
ثم لم تزل من المدن الكبار؛ بحيث نزلها بعض ملوك الفرنج، و أخذها عنوة بعد حصار طويل، و قتل منها آلافا.
و لا زالت جليلة إلى أن أخذت في التناقص؛ بعد السّور، و القصور، و العمائر، و البساتين. و وصف أهلها باليسار، و النّعم السّنيّة و أنّها قاعدة الولاة بالحوف [2]. و يمرّ بها من الأنهار الآخذة من النيل حال زيادته نهر يعرف ببحر بن منجا، منه شرب تلك الناحية بأسرها.
و قد انتسب إليها جماعة منهم: الفقيه، الإمام، عماد الدين، محمد بن إسحاق بن محمد بن مرتضى، الشافعي، و المجد، إسماعيل بن إبراهيم، الحنفي، القاضي، شيخ شيوخنا، و كذا التاج، أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، الخطيري، و التاج محمد بن أحمد بن النعمان؛ بل و لجده الأعلى الشيخ أبي عبد اللّه بن النعمان فيها عدة زوايا، و حدث بها غير مرّة بمصنّفه «مصباح الظلام».
و بها ضريح الشيخ سعدون و غيره. و كذا كان فيها عكاز ينسب لسيدي إبراهيم بن أدهم، و برنس ينسب للشيخ أبي عبد اللّه القرشي، إلى غير ذلك من الآثار.
و ولي قضاءها مع سائر عمل الشّرقية مفضّل بن محمد بن يحيى بن عقيل، البهنسي، الشافعي، المتوفى بها في سنة خمس و سبعين و ست مئة، و كان
- بمصر في الإسلام- كما ذكر سعيد بن عفير- قيس بن أبي العاص السهمي.
[1] كذا، و مما تحتمله كلمة (بسّ) هنا معنيان: 1- بسّ الجبال: فتّتها فصارت أرضا. 2- بسّ المال (الإبل): أرسلها في البلاد و فرّقها.
و يمكن أن تكون العبارة: (اللّه بس) فتكون بس بمعنى: حسب- و إن استرذله بعضهم-.
و عليه فالعبارة عامية تعني: اللّه فقط. و اللّه تعالى أعلم. انظر «القاموس» مادة: (بسس).
[2] بالحاء المهملة. ناحية تجاه بلبيس كما في «القاموس».
اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 114