اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 115
مشكور السّيرة. و السّراج، يونس بن عبد المجيد، الأرمنتي [1]، و الزين، عبد الكافي، والد التقي السبكي، و سمع منه بها المحدث أبو إسحاق إبراهيم بن يونس، البعلي، في سنة ثلاثين و سبع مئة.
و كذا ممّن سمع بها الذهبيّ، و العراقيّ، و شيخنا، و آخرون؛ منهم: التقي السّبكي، قرأ بها على التقي يوسف بن بدران بن بدر الحجّي، الشامي، الحنبلي. و دخلتها غير مرّة، و أخذت عن جماعة من أهلها أو انتسب إليها.
أنشدني الفقيه، الصالح، الرباني، أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم، الفاقوسي ثم البلبيسي، الشافعي، الرفاعي، و يعرف بابن أبي الفتح لفظا بمكتبه بزاوية ابن الميلق من بلبيس قوله [2]:
الحمد للّه الحميد الصّمد* * * منوّر الأكوان بالممجّد
محمّد خير الورى المكمّل* * * أهدي إلينا في ربيع الأوّل
أعلام سعد المصطفى قد نشّرت* * * في الخافقين تلالأت و تضوّأت
فاح الوجود بنشر عرف المصطفى* * * لمّا مشى ما بين زمزم و الصّفا
من قبل نشأة آدم أنواره* * * قد سطّرت في العرش لمّا اختاره [3]
[1] جاء في هامش الأصل: نسبة إلى «أرمنت» بوزن: أمعنت. بلد بصعيد مصر.
[2] ذكر المصنف هذه الأبيات في «الضوء اللامع» 1/ 181 في ترجمة إبراهيم المذكور، و قال عنه:
و عمل أرجوزة في المولد النبوي تزيد على أربع مئة سطر، قليلة الحشو، غير بعيدة من الحسن؛ لكنه لعدم معرفته للعروض كانت مختلفة الأبحر، كتبت عنه بعضها، و ناولني سائرها.
[3] اعلم- رحمك اللّه- أن معنى هذا البيت مأخوذ من حديث مرويّ عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «إنّ أول ما خلق اللّه نور نبيك يا جابر» عزاه بعضهم إلى عبد الرزاق، و هو حديث باطل لا أصل له، و قد جزم غير واحد بعدم وجوده في «مصنف عبد الرزاق».
قال العلامة الألباني- (رحمه اللّه)- في «السّلسلة الصحيحة» 1/ 257 رقم (133) عند كلامه على حديث «إنّ أول شيء خلقه اللّه تعالى القلم ..» قال: و في الحديث إشارة إلى ردّ ما يتناقله الناس، حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم، و هو أن النور المحمديّ هو أول ما خلق اللّه تبارك و تعالى؛ و ليس لذلك أصل من الصحة، و حديث عبد الرزاق غير-
اسم الکتاب : البلدانيات المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 115