و في البديع: "قد ألحقوا في التعجيب لفظين لهما نظير إليه-و إن لم يكونا تعجبا-و هما: "أفعل القوم"و"أفعل من القوم؛ نقول: زيد أفضل القوم، و أفضل من القوم؛ فأعطوهما بعض أحكام التعجب؛ فما لم يجز في التعجيب لم يجز فيهما؛ و إنما فعلوا ذلك لأنّ معناهما المبالغة و، و الشئ يحمل على نظيره؛ و لهذا امتنع بعضهم من ظهور المصدر معه، فلا يجيز: زيد أفضل القوم فضلا، و أكرمهم كرما، و قال: ما جاء منه مظهرا فهو منصوب بفعل آخر يدل عليه المذكور، كقوله:
أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم # لؤما، و أبيضهم سربال طباخ" [3]
الاتجاه النحويّ لابن الأثير
عاش ابن الأثير-رحمه اللّه-في النصف الثاني من القرن السادس الهجريّ، و هو قرن ازدهرت فيه الدراسات النحويّة و الصرفيّة و اللغويّة، و لكنها كانت بعيدة عن التعصب للمدرستين البصريّة و الكوفيّة، و لا عجب في ذلك فهو عصر تحقيق و تمحيص، و على الرغم من ذلك فإن المطلع على المؤلفات النحويّة في هذا القرن يظن أنّ مؤلفيها ذوو اتجاهات بصريّة، و سبب ذلك أن الأسس التي بنى عليها البصريون مذهبهم أقوى من أسس مذهب الكوفيين، و لذا نالت