و إلى هذا ذهب أيضا صاحب البديع، و أجاب عن الآيتين بأن"أفعل"لم يضمن معنى"من"، بل المقصود به: المعروف بذلك" [4] .
و في البديع: ".. و إن لم تضمنه معنى"من"، و قصدت بهذه الإضافة أنه المعروف بالفضل، كأنك قلت: زيد فاضل القوم؛ فليس داخلا فيهم، و لا يجب أن يكون مفضلا، و لا أنهم شاركوه في الفضل، بل قد يكون قد فضل على غيرهم، و عرف بذلك، فقيل: هو الأفضل، كما تقول هو الفاضل، ثم نزعت الألف و اللام و أضفته.. و الأول-أي عدم المطابقة-أكثر، و من هذا النوع [5] قوله تعالى: إِلاَّ اَلَّذِينَ هُمْ أَرََاذِلُنََا بََادِيَ اَلرَّأْيِ[6] .
(6) قال ابن عقيل: "و في البديع: الوصف بالفعلية أقوى من الاسمية، و أكثر الأفعال الماضي" [7] .
و قال الأشموني: "ذكر في البديع أن الوصف بالجملة الفعلية أقوى منه بالجملة الاسمية" [8]
و قال السيوطي: "و قدّم بعضهم-و هو صاحب البديع-الجملة الفعلية على