اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 325
و الأحاديث الواردة عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) تدل على وجوب وضع الأعضاء السبعة على الأرض منها قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: اليدين، و الركبتين، و القدمين، و الجبهة) و هذا الحديث متفق عليه و أخرجه البخاري و مسلم و الجماعة.
و قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): (إذا سجد العبد سجد معه سبعة أراب: وجهه، و كفاه و قدماه) رواه الجماعة إلا البخاري.
و قال الإمام الباقر (عليه السلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): «السجود على سبعة أعظم:
الجبهة، و اليدين، و الركبتين، و الإبهامين من الرجلين، و ترغم أنفك إرغاما» أما الفرض فهذه السبعة و أما الإرغام بالأنف فسنة.
و أما ما روي من أحاديث فيها ذكر الأنف كحديث عكرمة فهو لا يصح الاستدلال به لإرساله و لا يقاوم الأحاديث الصحيحة، و حمل ورود السجود على الأنف في بعض الأخبار على الاستحباب.
و قد تمسك أبو حنيفة ببعضها و لعله ذهب إلى أن الجبهة و الأنف عضو واحد و لم يذهب إلى ذلك أحد.
قال ابن المنذر: لا أعلم أحدا سبقه إلى هذا القول و لعله ذهب إلى أن الجبهة و الأنف عضو واحد، لأن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) لما ذكر أشار إلى أنفه، و العضو الواحد يجزئه في السجود على بعضه، و هذا قول يخالف الحديث الصحيح و الإجماع الذي قبله فلا يصح [1].
و قد نقل ابن المنذر إجماع الصحابة على أنه لا يجزي السجود على الأنف وحده.
و خالفه صاحباه أبو يوسف و محمد الشيباني فقالا: لا يجوز إلا من عذر [2].
و أما مباشرة الجبهة للأرض فهو واجب عند الشيعة و قال النووي: إن العلماء مجمعون على أن المختار مباشرة الجبهة للأرض و أما المروي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه سجد على كور عمامته فليس بصحيح، قال البيهقي: فلا يثبت في هذا شيء، و أما القياس