responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 211

فظهر مما ذكرناه أن الاتفاق حاصل في وجوب الموالاة في الوضوء إلا من الحنفية، فإنهم يذهبون إلى الاستحباب.

الترتيب:

و هو البدء بالوجه فاليدين، فالرأس فالرجلين، و قد أجمعت الإمامية على وجوب الترتيب، للآية الكريمة: إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ‌.

فبدأ تعالى في إيجاب الطهارة بغسل الوجه، ثم عطف باقي الأعضاء على بعضها بالواو، و كذلك يدل عليه فعل النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) و ما جاء عن آل بيته (عليهم السلام) فيما روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال لزرارة: ابدأ بالوضوء كما قال اللّه تعالى.

ثم قال (عليه السلام): ابدأ بالوجه، ثم باليدين ثم امسح الرأس و الرجلين، و لا تقدمن شيئا بين يدي شي‌ء تخالف ما أمرت به، فإن غسلت الذراع قبل الوجه فابدأ بالوجه، ثم أعد على الذراع، و إن مسحت بالرجل قبل الرأس فامسح على الرأس قبل الرجل، ثم أعد على الرجل، ابدأ بما بدأ اللّه تعالى به.

و الحنفية لم يشترطوا الترتيب في الوضوء فهو سنة لا فرض، و استدلوا بما رواه أبو داود في سننه أن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) تيمم فبدأ بذراعيه ثم بوجهه، و الخلاف فيهما واحد ... إلى آخره. و عندهم أن من بدأ بغسل رجليه و ختم بوجهه فوضوؤه صحيح‌ [1].

أما الشافعية فقد ذهبوا إلى أن الترتيب واجب‌ [2] و كذلك الحنابلة و انه فرض لا سنة [3].

و قد خالف أبو الخطاب و هو أحد أعيان المذهب الحنبلي، فذهب إلى عدم وجوب الترتيب، و انه خرّج رواية عن أحمد في ذلك. و وافقه ابن عقيل و اتفقا على‌


[1] المبسوط للسرخسي ج 1 ص 55 و الهداية ج 1 ص 5 و غيرها.

[2] نهاية المحتاج للرملي ج 1 ص 160 و عمدة الفقه لابن قدامة ص 4.

[3] عمدة الفقه ص 8 و زوائد الكافي و المحرر على المقنع ص 7.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 3  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست