اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 3 صفحة : 173
فقلت له: إن رجلا ينتحل موالاتكم أهل البيت يقول: إن اللّه لم يزل سميعا بسمع و بصيرا ببصر و عليما بعلم و قادرا بقدرة. فغضب (عليه السلام) ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك و ليس من ولايتنا على شيء إن اللّه تبارك و تعالى ذاته عليمة سميعة بصيرة قادرة.
هذه هي الأخبار التي أوردها المؤلف لبيان منهاج الصدوق في رواياته و أنها مرسلة، و ها أنت ذا قد رأيت أن الصدوق عليه الرحمة يروي الحديث بسند متصل، و هو يذكر الرجال و آباءهم، و صفاتهم، و ألقابهم، و لكن المؤلف ينكر ذلك، و نحن ننكر عليه أشد الإنكار، لأن ما ذهب إليه و ما حكم به أمر يثير التشكيك و يبعث على عدم الثقة، و إن كان المؤلف يدعي البراءة من ذلك، كما يقول بعد إيراده لهذه الأخبار ص 447: هذه نظرات ألقيناها على رواية من لا يحضره الفقيه، و كتاب التوحيد، و كلاهما لابن بابويه القمي، و قد قصدنا بهذه النظرات أن ننقل صورة للكتاب في روايته و في منهاجه، و ما قصدنا أن نثير غبارا من الشك أو التشكيك حوله، و ليس لنا أن نتهجم على مقدسات إخواننا و لكننا أردنا التوضيح و البيان.
هذا ما يقوله!! و هو يحاول إقناع قرّائه بأن يأخذوا برأيه حول طعنه في روايات هذه الكتب، و يدعي أن قصده الإيضاح و البيان في إعطائه هذه الصورة، و هو يزعم أنها طبق الأصل. و بمزيد من الأسف إن الأستاذ لم يقل الحقيقة، فهو يدعي اطلاعه على هذه الكتب، و نقله منها و لكنه لم يطلع عليها، بل نقل عنها بالواسطة.
و نظرا لحصول أشياء كثيرة من أمثال هذه الأمور التي خالف المؤلف فيها ما يوجبه عليه الحق من سعة الاطلاع و التتبع، فإن متابعة ذلك يدعو إلى اتساع البحث، و استيعاب هذا الجزء كله، و ربما يتعداه إلى الجزء السادس فآثرنا الاختصار، و الاكتفاء بالإشارة لما يلزم التنبيه عليه. و قد ألف الأستاذ الكبير الشيخ عبد اللّه السبيتي كتابا في الرد على أبي زهرة و كذلك الأستاذ العلامة السيد حسين بن يوسف المكي العاملي.
و في الختام نقول:
كنا نأمل من الشيخ المحترم أن يكون قلمه رائدا لحرية الفكر، لأنه يتحدث عن نفسه في هذه الدراسة: إنها بروح خالية من الطائفية [1] و إنه يدرس و يوازن، و يختار