responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 496

و على أي حال فإن المنصور كان يهتم بأمر العلويين عامة، و بجعفر بن محمد خاصة، لأن شبح الثورة يلوح على الدوام في مخيلته، فهو يقض و لا يقر له حال، و يبذل كل ما في وسعه لتحصيل غايته.

سياسة المنصور تجاه العلويين:

اقتضت سياسة المنصور أن يعامل العلويين معاملة قاسية، لم يشهد التاريخ مثلها، لأنه يعلم و يعلم كل أحد أن الأمة ترى أهلية أهل البيت للخلافة، و هم أولى بالأمر من غيرهم، لقربهم من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) نسبا، و لما اتصفوا به من المؤهلات لذلك من وفور العلم و التمسك بالدين، و قد برهنوا على عدلهم في الحكم.

و قد كان العباسيون و العلويون من قبل يجمعهم السخط على أعمال الأمويين كما ملأ سمع الدنيا انتصار العباسيين لأبناء عمهم، فقد أظهروا للناس التودد لأهل البيت، و كانوا يتفجعون لما نالهم من الأمويين، و يمسحون دموعهم المصطنعة بتلك الأيدي التي خضبوها من دمائهم فيما بعد، و كانوا يظهرون للناس إنكارهم الشديد على الأمويين لأعمالهم السيئة، و ما قابلوا به أهل البيت بقلوب لا عهد لها بالرحمة، كما أوضحوا ذلك في كثير من مواقفهم و أقوالهم، و قد قطعوا على أنفسهم عهدا في نصرة آل محمد. و لما تم الأمر و نالوا غايتهم و نجحت خططهم التي دبروها في استغلال تلك الفرصة، و تم لهم ما أرادوا نراهم يذيقون العلويين أنواع الأذى و ضروب المحن، و عاملوهم أعظم مما كان الأمويون يعاملونهم به.

فقد كان المنصور يطارد العلويين و يضيق عليهم الدنيا، و يذيقهم أنواع العذاب، و لنا بما فعله مع أسرائهم منهم كفاية على عظيم ما كان يتحمله من الغيظ و الحقد.

فقد جمع منهم جماعة في الربذة و أثقلهم بالحديد، و ضربهم بالسياط، حتى اختلطت بدمائهم و لحومهم، ثم حملهم إلى العراق على أخشن مركب و توجه بهم إلى الكوفة، فكانت خاتمة مطافهم ذلك السجن الضيق الذي لا يعرفون فيه الليل من النهار، و سلط عليهم شرطة ابتعدوا عن الرقة كابتعاده عن الإنسانية فقد عذبوهم بأمره.

كما أنه أمر أن تترك أجساد الموتى منهم في السجن. فاشتدت رائحة الجثث على الأحياء، فكان الواحد منهم يخر ميتا إلى جنب أخيه.

و لما قتل إبراهيم بن عبد اللّه أرسل برأسه إلى أبيه مع الربيع و هو في السجن،

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست