responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 495

يتوقف عن إراقة الدماء، و ليس له وازع يحجزه عن ارتكاب المحارم، و لكن عناية اللّه و عينه التي كانت ترعى الإمام دفعت عنه كيده.

يحدثنا علي بن ميسرة، قال: لما قدم أبو عبد اللّه على أبي جعفر أقام أبو جعفر مولى له على رأسه، و قال له: إذا دخل جعفر بن محمد فاضرب عنقه، فلما دخل أبو عبد اللّه نظر إلى أبي جعفر و أسر شيئا في نفسه ثم أظهره: «يا من يكفي خلقه كلهم و لا يكفيه أحد، اكفني شر عبد اللّه بن علي ...» فسلمه اللّه من شره و استجاب دعاءه‌ [1].

و كان يعرف كيد المنصور و وسائله التي اتخذها ضده، فمرة يرسل أموالا إلى العلويين على يد رجال من أعوانه يتظاهرون بأنهم غرباء من أهل خراسان فإذا دفعوا المال إلى أحد من العلويين يأخذون منه كتابا بوصول المال.

و جاء أحد هؤلاء الرجال إلى الإمام الصادق، و قد أرسل معه المنصور مالا جزيلا ليدفعه إليه و إلى عبد اللّه بن الحسن، فجاء الرجل إلى المسجد و كان الصادق يصلي فيه فجلس خلفه ينتظره، فالتفت الإمام إليه و قال: يا هذا اتق اللّه، و قل لصاحبك- يعني المنصور- اتق اللّه و لا تغرن أهل بيت محمد، فإنهم قريبو العهد بدولة بني مروان، و كلهم محتاج ... [2].

و كذلك كان المنصور يكتب رسائل مزورة على لسان بعض شيعة أهل البيت و يرسلها بيد أعوانه، و يحاول أن ينال غرضه عند ما يحصل على جواب من الإمام لتلك الكتب و الرسائل، و لكنه لم يظفر بشي‌ء من ذلك للخطة التي اتخذها الإمام، و لنظره الصائب و رأيه السديد.

و كثرت السعايات به إلى المنصور، و اجتهد الوشاة بكل حيلة أن ينالوا قصدهم و غرضهم بذلك التقرب إلى المنصور بما يرفعونه إليه من أخبار الإمام التي تدور حول اتصاله بأنصاره و أوليائه في الحجاز و العراق و خراسان، و أنهم كانوا يحملون زكاة أموالهم إليه، و قد زوروا على لسانه كتبا إلى هؤلاء الأنصار يدعوهم فيها إلى خلع بني العباس.


[1] الكافي ج 2 ص 561.

[2] ابن شهرآشوب ج 2 ص 302.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست