responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 127

و كان أبي إذا خطب فنال من علي رضي اللّه عنه تلجلج، فقلت: يا أبت إنك تمضي في خطبتك، فإذا أتيت على ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟! قال: أو فطنت لذلك؟ قلت نعم. فقال: يا بني إن الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا عنا إلى أولاده.

فلما ولي الخلافة لم يكن عنده من الدنيا هم مثل ما يرتكب هذا الأمر العظيم لأجله، فترك ذلك و كتب بتركه و قرأ عوضه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَ الْإِحْسانِ‌ الآية [النحل: 90] فحل هذا الفعل عند الناس محلا حسنا و أكثروا مدحه بسببه‌ [1].

و صعب على الأمويين ترك هذه البدعة، و حاولوا إعادتها بعد عمر بن عبد العزيز.

حج هشام بن عبد الملك سنة 106 ه- فقال له سعيد بن الوليد بن عثمان: يا أمير المؤمنين إن اللّه لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين، و ينصر خليفته المظلوم و لا يزالوا يلعنون في هذه المواطن الصالحة أبا تراب، فأمير المؤمنين ينبغي أن يلعنه في هذه المواطن الصالحة، فشق على هشام ذلك و قطع كلامه و قال: ما قدمنا لشتم أحد [2].

و على أي حال فإن عمر بن عبد العزيز قام بأمور مشكورة و وجد الكثيرون في عهده ما لم يجدوه في عهد غيره من الأمويين.

و لقد ثقل على الأمويين ما قام به عمر بن عبد العزيز من الأعمال الصالحة و معالجة مشاكل المجتمع، و لذا قيل: إنه مات بالسم من بني أمية علما منهم أنه إن امتدت أيامه أخرج الأمر عنهم، و أنه لا يعهد بعهد إلا لمن يصلح للأمر فعاجلوه‌ [3].

أخطاء تاريخية:

ذكر بعض المؤرخين: أن عمر بن عبد العزيز صعد المنبر ذات يوم بمكة فقال:


[1] ابن الأثير ج 5 ص 20.

[2] الطبري ج 8 ص 86.

[3] الانافة في مآثر الخلافة ج 1 ص 142.

اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست