اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 128
أيها الناس من كانت له ظلامة فليتقدم. فتقدم علي بن الحسين بن علي (عليه السلام) فقال: إن لي ظلامة عندك. فقال: و ما ظلامتك؟.
فقال علي بن الحسين: مقامك هذا الذي أنت فيه. فقال عمر: إني لا أعلم ذلك، و لكن لو علمت أن الناس يتركونه لك و اللّه لتركته [1].
و نحن لا ننكر اعتراف عمر بن عبد العزيز بأحقية أهل البيت للأمر، و لا ننكر مطالبة أهل البيت في حقهم عند سنوح الفرص، و انهم مظلومون، و أيديهم من حقهم صفرات.
و لكننا ننكر اتخاذ أمثال هذه الوسائل من إمام عصره، و سيد أهل البيت زين العابدين، فهو أعرف الناس بالأوضاع السائدة، و أعلمهم بالظروف و مناسباتها.
هذا من جهة و من جهة أخرى أن التاريخ لا يقر ذلك، فإن وفاة الإمام زين العابدين (عليه السلام) كانت في سنة 95 ه- و ولاية عمر بن عبد العزيز في سنة 99 ه- فكيف يصح ذلك؟
و مثل هذه ما ذكره بعضهم: أن علي بن الحسين (عليه السلام) اقترض من مروان بن الحكم أربعة آلاف دينار، فلم يتعرض له أحد من بني مروان حتى استخلف هشام، فقال لعلي بن الحسين: ما فعل حقنا قبلك؟ فقال (عليه السلام)؛ موفور و مشكور. فقال هشام: هو لك.
و هذا لا يصح من جهات أهمها التاريخ فإن خلافة هشام كانت سنة 105 ه- كما سيأتي، و وفاة علي بن الحسين كانت سنة 95 ه- أي قبل أن يلي الأمر هشام بعشر سنوات [2].
يزيد بن عبد الملك:
يزيد بن عبد الملك بن مروان أمه عاتكة بنت يزيد بن معاوية.
تولى الحكم بعد عمر بن عبد العزيز سنة 101 ه- و بقي إلى أن مات ليلة الجمعة لأربع بقين من شعبان سنة 105 ه- فكانت ولايته أربعة أعوام و شهرا واحدا و يومين.