اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 126
سيرته في الخراج:
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل الكوفة: أما بعد فإن أهل الكوفة قد أصابهم بلاء و شدة في أحكام اللّه، و سنة خبيثة سنها عليهم عمال السوء، و إن قوام الدين العدل و الإحسان، فلا يكن شيء أهم إليك من نفسك، فلا تحملها قليلا من الإثم، و لا تحمل خرابا على عامر، و خذ منه ما أطاق و أصلحه حتى يعمر، و لا يؤخذن من الغامر إلا وظيفة الخراج في رفق و تسكين لأهل الأرض، و لا تأخذن أجور الضرابين، و لا هدية النوروز و المهرجان، و لا ثمن الصحف، و لا أجور الفتوح، و لا أجور البيوت و لا درهم النكاح، و لا خراج على من أسلم من أهل الأرض، فاتبع في ذلك أمري فإني قد وليتك ما ولاني اللّه، و لا تعجل دوني بقطع و لا حلب حتى تراجعني فيه، و انظر من أراد من الذرية أن يحج فعجل له مائة ليحج بها و السلام [1].
و قد عامل العلويين معاملة حسنة و فرق فيهم أموالا و كتب إلى عامله بالمدينة:
أن أقسم في ولد علي بن أبي طالب عشرة آلاف دينار. فكتب إليه العامل: ان عليا قد ولد له في عدة قبائل من قريش ففي أي ولده؟ فكتب إليه عمر: إذا أتاك كتابي هذا فأقسم في ولد علي من فاطمة (رضوان اللّه عليهم) عشرة آلاف دينار فطالما تخطتهم حقوقهم و السلام [2].
و دخلت عليه فاطمة بنت علي (عليه السلام) فقال لها يا بنت علي و اللّه ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إليّ منكم، و لا أنتم أحب إلي من أهل بيتي [3].
و قال ابن الأثير: و كان سبب محبته عليا أنه قال: كنت بالمدينة أتعلم العلم، و كنت ألزم عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود فبلغه عني شيء من ذلك، فأتيته يوما و هو يصلي، فقال لي: متى علمت أن اللّه غضب على أهل بدر و بيعة الرضوان بعد أن رضي عنهم؟ قلت: لم أسمع ذلك.
قال: ما الذي بلغني عنك في علي (عليه السلام)؟ قلت: معذرة إلى اللّه و إليك و تركت ما كنت عليه.
[1] الكامل لابن الأثير ج 5 ص 29 و الطبري ج 8 ص 139.