اسم الکتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة المؤلف : الشيخ أسد حيدر الجزء : 1 صفحة : 104
تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي. فجعل العترة أهل البيت. و روى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال: العترة ولد الرجل و ذريته و عقبه من صلبه. قال:
فعترة النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): ولد فاطمة البتول (ع)[1].
و قال ابن أبي منظور في لسان العرب: روي عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) أنه قال في آخر عمره: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي» ثم ذكر قول ثعلب و قال: واصل الثقل إن العرب تقول لكل شيء نفيس مصون خطير ثقل فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما و تفخيما لشأنهما و يقال للسيد العزيز ثقل، إلى آخره.
و قال ابن الأثير في النهاية بعد أن ذكر قوله (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي سماهما ثقلين لأن الأخذ بهما و العمل بهما ثقيل، و يقال لكل خطير ثقل، و قال في العترة: و المشهور المعروف أن عترته أهل بيته الذين حرمت عليهم الزكاة [2]، و قال في المصباح: العترة نسل الإنسان قال الأزهري و روى ثعلب عن ابن الأعرابي: أن العترة ولد الرجل و ذريته و عقبه من صلبه و لا تعرف العرب من العترة غير هذا [3].
و قال السيد محمد صديق حسن البخاري في كتاب الدين الخالص بعد ذكره لهذا الحديث من طريق زيد بن أرقم:
هذا الحديث فيه فضيلة أهل البيت و بيان عظم حقهم في الإسلام، و انهم قرين القرآن في التعظيم و الإكرام، و ليس بعد هذا البيان من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بيان، و لا قرية بعد عبادان.
و قال: و عندي أن المراد بهم «أي بأهل البيت» هم الموجودون في عصر النبوة أولا بالذات، و لكن يدخل فيهم أيضا من وجد بعدهم من السادة القادة إلى العلم و العبادة، كالأئمة الاثنى عشر من العترة.
إلى أن يقول: و المراد بأهل البيت- هنا- العترة الطاهرة، و الذرية المطهرة خاصة دون أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلم). [4]