[3] ربما هذه القصة هي الّتي وقعت مع عيسى الجلودي المعروف بعداوته لأهل البيت (عليهم السّلام)، و لكن الماتن (رحمه اللّه) توهم أنّ المأمون عفا عنه. و خلاصتها، أنّه أدخل على المأمون ليقتله، فقال الإمام الرّضا (عليه السّلام)، للمأمون: هب لي هذا الشّيخ، فقال المأمون: يا سيدي هذا الّذي فعل ببنات رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، ما فعل من سلبهن؟ فنظر الجلودي إلى الرّضا، و هو يكلم المأمون، و يسأله عن أن يعفو عنه، و يهبه له، فظنّ أنّه يعين عليه لما كان الجلوي فعله، فقال: يا أمير المؤمنين! أسألك باللّه، و بخدمتي للرشيد، لا تقبل قول هذا فيّ؟ فقال المأمون: يا أبا الحسن قد أستعفي، و نحن نبر قسمه، ثم قال: لا و اللّه، لا أقبل فيك قوله، ألحقوه بصاحبيه- يعني عليّ بن أبي عمران، و أبو يونس- فقدم فضرب عنقه. انظر، عيون أخبار الرّضا: 1/ 172، مسند الإمام الرّضا: 1/ 74.
و ربما هي الّتي وقعت مع محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين الملقب بالديباج لحسن وجهه، و كان شجاعا يصوم يوما، و يفطر يوما، و يرى رأي الزّيدية في الخروج بالسيف، و قد خرج على المأمون العباسي سنة (199 ه) بمكة، و تبعه جماعة، و خرج لقتاله عيسى الجلودي، ففرق جمعه، و أسّره، و أخذه للمأمون، فعفا عنه و أكرمه، و أدنى مجلسه منه، حتّى مات بجرجان، و قبره الآن معروف و يزار. انظر، الإرشاد: 2/ 211، نضد الإيضاح: 283، تنقيح المقال: 2/ 94، عمدة الطّالب: 245، ميزان الاعتدال: 3 تحت الرّقم (7311)، رجال النّجاشي: 2/ 271، جامع الرّواة:
2/ 86، رجال الطّوسي: 279. و هذا بعيد جدا لأنّ ولاية العهد كانت سنة (201 ه). و ربما هنالك قصة أخرى وقعت لرجل آخر عثر عليها الماتن، و لم نعثر عليها في المصادر الّتي تحت أيدينا.
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 422