اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 292
توجد فيوشك أن تكون في العزلة، و الخلوة» أن تكون في كلام السّلف الصّالح، و السّعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها عن النّاس» [1].
و قال له سفيان: «حدثني، فقال: إذا أنعم اللّه عليك بنعمة فأحببت دوامها، و بقائها، فأكثر من الحمد و الشّكر عليها؛ فإن اللّه عزّ و جلّ قال في كتابه العزيز لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ[2]. و إذا استبطأت الرّزق فأكثر من الاستغفار، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً. يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً. وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ- يعني في الدّنيا- وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ ...- في الآخرة- [3]، يا سفيان: إذا أحزنك أمر من سلطان، أو غيره فأكثر من قول لا حول و لا قوة إلا باللّه، فإنّها مفتاح الفرج، و كنز من كنوز الجنة» [4].
و دخل عليه الثّوري فوجد عليه جبّة خزّ، و كساء خزّ فنظر إليه متعجبا! فقال:
«لعلك تعجب مما ترى، قال: نعم، ليس هذا من لباسك، و لباس آبائك، فقال: كان ذاك زمانا مقترا فعملوا على قدر إقتاره، و هذا الزّمان قد أسبل كلّ شيء فيه، ثمّ حسر فعلنا على حسبه دون جبّته، فإذا تحتها جبّة صوف بيضاء، و قال: لبسنا هذا للّه، و هذا لكم، فما كان للّه أخفيناه، و ما كان لكم أبديناه» [5]. و كان لجعفر الصّادق
[1] انظر، الأنوار القدسية للسنهوتي: 37، و ملحقات إحقاق الحقّ: 19/ 531 مع تقديم و تأخير في بعض الألفاظ، بحار الأنوار: 75/ 202.