[2] هذه القصة وجدتها في بعض المصادر بياضا قبل ذكر القصيدة، و في القصيدة الّتي أنشدها الفرزدق قد جاءت بنصّها مع تقديم، و تأخير في بعض الأبيات، و سبق و أن أسردنا القصة كاملة عند ما التقى الفرزدق بالإمام الحسين (عليه السّلام) و عالجنا قول القائل بأنّ القصيدة قيلت هنالك فقط و كذلك التّشكيك الّذي صدر من أبي الفرج الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني: 21/ 376، و: 14/ 75 في نسب هذه القصيدة إلى الفرزدق لأنّها تميّزت بالخلود على طول التّأريخ؛ و لأنّها كانت ثورة على الباطل، و نصرة للحقّ، و قد كمّت الأفواه، و أخرست الألسن ممّا تعدّ هذه القصيدة ضربة سياسية للحكم الأموي، و لذا علّق البستاني صاحب دائرة المعارف: 9/ 356 حيث قال: و قالوا: كفى بالفرزدق أن يكون قال هذه القصيدة حتّى يدخل الجنّة.
و قال صاحب أنوار الرّبيع: 4/ 35 بعد كلام طويل: و لا شكّ أنّ اللّه سبحانه أيّده في مقالها و سدّده حال ارتجالها. و علّق الشّيخ محمّد أبو زهرة في كتابه الإمام زيد: 28- 29 بقوله: و إنّا لا نرى ذلك الشّكّ سائغا، أو يتفق مع المنهاج السّليم في دراسة الرّوايات للأسباب التّالية ... و ذكر منها تضافر الرّوايات كلّها على نسبتها للفرزدق، و عدم محاولة الأصفهاني الطّعن في الرّواية بتكذيب رواتها ....
و هذه صاحب كتاب المجمل في تأريخ الأدب العربي: 268 طبعة بغداد عام 1347 ه، فإنّه أراد أن يطمس الحقيقة حيث قال: و الّذي يدور على الألسنة أنّ السّبب في حبس هشام إياه قصيدة قالها في مدح عليّ بن الحسين و عرّض فيها بهشام إذ قال:
هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته* * * و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم
و التّحقيق أنّ هذه القصيدة محمولة عليه و ليست منه في ورد و لا صدر و قائلها إنّما هو الحزين الكناني من فحول شعراء الامويين قالها في عبد اللّه بن عبد الملك بن مروان، و من النّاس من يرويها لغيره أيضا، إذا فدعوى أنّ الفرزدق علوي المذهب في سياسته باطلة ....
و قد ناقش السّيّد العلّامة المحقّق المقرّم؛ هذه الشّبهة في مجلّة العرفان عدد 22 سنة 1350 ه:-
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 272