responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 271

وَ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [1]، و في سورة الأحزاب حيث يقول اللّه تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ‌ [2].

و روي أنّ هشام حجّ في خلافة والده عبد الملك و طواف بالبيت، و أراد أن أن يستلم الحجر الأسود لم يقدر على استلامه من كثرة الازدحام، فنصب له منبر فجلس عليه، و أطاف به أهل الشّام، فبينما هو كذلك إذ أقبل عليّ بن الحسين بن عليّ (رضي اللّه عنهم)، و عليه إزار، و رداء، فإذا هو أحسن النّاس وجها، و أطيبهم رائحة، فطاف بالبيت، و جعل كلما بلغ إلى موضع الحجر الأسود تنحّى له النّاس حتّى يستلم هيبة له، و أجلالا، فغاظ ذلك هشاما، فقال رجل من أهل الشّام لهشام:

«من هذا الّذي قد هابه النّاس هذه المهابة، و أفرجوا له عن الحجر، فقال هشام: لا أعرفه، لئلا يرغب النّاس، و أهل الشّام عن هشام، و كان الفرزدق حاضرا، فقال للشامي: أنا أعرفه، فقال الشّامي: من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:

هذا الّذي تعرف البطحاء وطأته* * * و البيت يعرفه و الحلّ و الحرم‌

هذا ابن خير عباد اللّه كلّهم* * * هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهر العلم‌

إذا رأته قريش قال قائلها* * * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم‌

ينمي إلى ذروة العزّ الّتي قصرت* * * عن نيلها عرب الإسلام و العجم‌ [3]

يكاد يمسكه‌ [4] عرفان راحته* * * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‌


[1] الرّعد: 25.

[2] الأحزاب: 27.

[3] ما أثبتناه من المصدر، و عند الماتن (عن نيلها الملل الماضون و الأمم).

[4] هو فاعل يمسك، و ركن الحطيم مفعوله أي معرفة النّاس لراحته بالعطايا جعلته يمسك الحطيم،-

اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست