اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 11
فأمر (صلّى اللّه عليه و آله) بالتمسّك بهم و الأخذ منهم و الرجوع إليهم، و حصر (صلّى اللّه عليه و آله) طريق الهداية و النجاة بالثقلين: الكتاب و العترة، ثم وصفهم بأنّهم سفن النجاة، و من تخلّف عنهم هلك، قال (صلّى اللّه عليه و آله): «مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلّف عنها هلك» [1].
فكلّ ذلك يدلّ على أنّه (صلّى اللّه عليه و آله) أوجب الاقتداء و التمسّك بهم و الاهتداء بهديهم.
و مثله قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «من أحبّ أن يحيا حياتي و يموت مماتي، و يسكن جنّة الخلد التي و عدني ربّي، فإنّ ربّي عزّ و جلّ غرس قضبانها بيده، فليتولّ عليّ بن أبي طالب و ذرّيته من بعده، فإنّهم لن يخرجوكم من باب هدى، و لن يدخلوكم في باب ضلالة» [2].
و قوله (صلّى اللّه عليه و آله) لعمّار: «يا عمّار! إذا رأيت عليا سلك واديا، و سلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي ودع الناس، إنّه لن يدلّك على ردى، و لن يخرجك من الهدى» [3].
و قوله (صلّى اللّه عليه و آله): «من آمن بي فليتولّ علي بن أبي طالب، فإنّ ولايته ولايتي، و ولايتي ولاية اللّه» [4].
ثم قرنهم (صلّى اللّه عليه و آله) به في الصلاة عليه، قال ابن حجر: صحّ عن كعب بن عجرة قال: لمّا نزلت هذه الآية: إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً[5] قلنا: يا رسول اللّه، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف
[1]. المعجم الأوسط 4: 284، كنز العمال 12: 94، سبل الهدى 11: 11 و قال: رواه البزّار و الطبراني و أبو نعيم عن ابن عباس، و البزّار عن عبد اللّه بن الزبير، و ابن جرير و الحاكم و الخطيب في المتّفق و المفترق عن أبي ذرّ، و الطبراني في الصغير و الأوسط عن أبي سعيد الخدري.