اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 10
و قال أيضا: و صحّ أنّه جعل على هؤلاء كساء و قال: «اللّهم هؤلاء أهل بيتي و حامّتي- أي خاصّتي- أذهب عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا» فقالت أمّ سلمة:
و أنا معهم؟ قال (صلّى اللّه عليه و آله): «إنّك على خير» [1].
و قد جعل اللّه سبحانه مودّتهم و محبّتهم و ولاءهم أجر الرسالة، قال ابن عباس:
لمّا نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[2] قالوا: يا رسول اللّه، من قرابتك الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «علي و فاطمة و ابناهما» [3].
و هم حبل اللّه الذي أمر العباد أن يتمسّكوا به كي لا تفرّقهم السبل، قال ابن حجر الهيتمي: أخرج الثعلبي في تفسيره عن جعفر الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: «نحن حبل اللّه الذي قال اللّه فيه: وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا[4].
و هم العترة الذين جعلهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) عدل الكتاب و أحد الثقلين، فقال (صلّى اللّه عليه و آله):
«إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب اللّه حبل ممدود بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي، و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [5].
و قال (صلّى اللّه عليه و آله): «إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي أبدا: كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي، و لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [6].
[1]. المصدر السابق: 422. و سيأتي مزيد كلام عن الآية و تفسيرها و اختصاصها بأهل البيت (عليهم السّلام) عند تعرّض المصنّف لذلك.
[4]. المصدر السابق: 444، و الآية: 103 من آل عمران.
[5]. المعجم الكبير 3: 66 و 5: 154، كنز العمال 1: 186، مسند أحمد 3: 17.
و الحديث مرويّ بطرق كثيرة جدا في بعضها: «إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا بعدي» مسند أحمد 3: 59 و مسند أبي يعلى 2: 376، و في بعضها: «أحدهما أكبر من الآخر: كتاب اللّه و عترتي» مسند أبي يعلى 2: 303، و سيأتي مزيد كلام عن الحديث.