responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول المؤلف : النجم آبادي، الميرزا أبو الفضل    الجزء : 2  صفحة : 35

الّتي يكون بعضها غير اختياريّة كالخطور و الميل، و بعضها اختياريّة، ثمّ يوجد باختياره الّذي هو آخر المقدّمات الموصلة و هو العزم على العمل و الجزم على الإقدام، و استقرّ قصده عليهما حتّى حرّك عضلاته و أوجد ما هو باعتقاده تتحقّق به مخالفة المولى، فأيّ هتك و قبح أعظم من ذلك‌ [1]؟

و دعوى أنّ المخالفة الحقيقيّة لم تتحقّق، و إنّما هي في الحقيقة مخالفة خياليّة، و صرف هذا العنوان لا يوجب استحقاق العقاب ما لم ينته إلى العصيان، و تحقّقه موقوف على إتيان ما هو قبيح و منهيّ عنه في نفسه‌ [2]، مدفوعة؛ لأنّ المخالفة موجودة حقيقة بالوجدان، و إنّما الخيال يكون منشأها، و المفروض أنّ المخالفة ليس الكلام فيها- الّتي هي صرف الخيال، و ما هو ليس باختياريّ، مثل الخطور و الميل و الشوق- بل الكلام إنّما هو في ما تجاوز عنها و وصل إلى حدّ ما هو اختياريّ من الإرادة و العزم، بل تعدّى إلى ما هو قريب إلى العمل، و ما وقف عند ذلك بحيث أبرز نفسه و أوجد في الحقيقة ما هو مخالفة للمولى و جرأة عليه، و أبرز كمال الإبراز بأنّه عبد طاغ، و يكون بصدد المخالفة، بحيث يراه العرف و العقل عبدا جريئا مخالفا طاغيا و ظالما على مولاه، و مع صدق هذه العناوين عليه، كيف ينكر عدم كونه مستحقّا للعقاب، مع أنّها المنشأ للاستحقاق عند العصيان و الإتيان بما صادف قطعه؟

و لو سلّم أنّ المصادفة موجبة له، فبالضرورة أنّها ليست علّة تامّة، بل لها- لإيجابها نقض (تفويت) الغرض- مدخليّة في اشتداد العقاب.


[1] كفاية الاصول: 259.

[2] لاحظ! فرائد الاصول: 1/ 39 و 40.

اسم الکتاب : الأصول المؤلف : النجم آبادي، الميرزا أبو الفضل    الجزء : 2  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست