و ينزّلون نفس الطريق القائم مقام القطع، و يعبّرون عنه بالبيان، بمعنى أنّه يصير ذلك لهم البيان الحاكم على ما صار منشأ حكمهم بالبراءة.
و إن بقي في نفسك الريب فانظر إلى التكاليف و أوامر الموالي العرفيّة إلى عبيدهم، فإنّهم لو اكتفوا في الامتثال بالطرق القطعيّة و لم يعتنوا في الامتثال بغيرها من الطرق، فاتّفقت المخالفة، يعدّون عاصين و جريئين.
فالحاصل؛ أنّه كان مرتكز أذهان السائلين و الرواة، قيام نفس الطرق الظنيّة مقام القطع و العلم، و لذا عبّروا عن العمل بمفادها بأخذ المعالم، و الإمام يقرّر ما هو مرتكزهم.
و كذلك يستفاد من قوله (عليه السّلام): «فارجعوا إلى رواة أحاديثنا» [1] و تشديدهم على المنكرين بكون رادّهم كالراد عليهم (عليهم السّلام) [2].
و يمكن أيضا أن يستأنس من قولهم (عليهم السّلام) في بعض الأحاديث بالتعبير بلفظ الأخذ و الإيتاء [3] ما نحن بصدده؛ لأنّ أخذ كلّ شيء و إيتاءه بحسبه، كما قال الشيخ (قدّس سرّه) في آية لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها[4] و جعل إيتاء الشيء فيها كناية عن العلم به [5].
و بالجملة؛ من جميع ما ذكرنا- مع فهم الأصحاب، كما أنّ الظاهر من بنائهم