اسم الکتاب : الاجتهاد والتقليد المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 313
بين المفضول.
السّيرة المتشرّعة:
و قد يستدلّ لجواز الرجوع الى غير الأعلم و جواز التّخيير بينه و بين غيره، بالسيرة المتشرّعة. و هذه السيرة كانت قائمة فى عصر المعصومين (عليهم السلام)، على التّخيير، بين الرجوع الى اىّ واحد من فقهائهم لا الى أعلمهم فقط.
و من المعلوم أنّ هذه السيرة كانت بمرأى و مسمع من المعصومين (ع) و لم ير دعواها.
فلو كان هى غير مرضيّة عندهم (ع)، لأخبروا بذلك لشيعتهم، كما قد اخبروا بعدم صحّة الاجتهاد بالرأى و القياس.
فحينئذ، عدم وصول تخطئة منهم (ع)، لهذه السيرة كاشف عن امضائهم ذلك و الدّليل عليه.
فهذه السيرة فى الأمور الشرعيّة، نظير سيرة العقلاء فى الأمور العادية معمولة بها عندهم فهى حجّة لهم.
و فيه: انّ هذه السيرة غير ثابتة منهم (ع)، فانّ الفطرة البشريّة بعد ما تقتضى من الرجوع الى الأعلم، للاطمينان به للوصول الى الواقع، او لقدر (المتيقّن) فيتفحّص عنه، و هذا اصل عقلىّ ثابت لا خدشة فيه. و لا نجد سيرة على خلاف ذلك.
و المجتهد ايضا لا يكون فعلا حتّى يلاحظ مثل هذه السيرة بالنسبة اليه.
***
اسم الکتاب : الاجتهاد والتقليد المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 313