اسم الکتاب : الاجتهاد والتقليد المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 24
مع انّ ظاهر النصّ، انّ العارف بالأحكام، و الناظر من الحلال و الحرام، هو امر بالفعل.
و الظّاهر، انّ نحوا من الطّلب داخلا فى مفهوم الاجتهاد.
و التّعريف المقبول، هو انّ الاجتهاد استخراج الحكم من الحجّة ناشئا عن الملكة.
ما قاله المحقّق الكمبانى:
منها: ما عرّفه المحقّق الكمبانى (قدّه) فى تعليقه على الكفاية: بانّه استنباط الحكم من دليله.
و قال: هو لا يكون إلّا عن ملكة. فالمجتهد هو المستنبط عن ملكة، و هو موضوع الأحكام باعتبار انسياق الفقيه و العارف بالأحكام.
ثمّ قال: و هذه الملكة، تحصل دائما بسبب معرفة العلوم الّتى يتوقّف عليها الاستنباط و ليست ملكة الاستنباط الّا تلك القوّة الحاصلة من معرفة هذه العلوم، و ليست بقوّة اخرى تسمّى بالقوّة القدسيّة، فانّ الاجتهاد بمعنى استفراغ الوسع فى تحصيل الحجّة على الحكم الشرعى ممكن الحصول للعالم، انتهى.
و هذا الكلام منه (قدّه)، كلام حسن قريب الى المعنى الاصطلاحي للاجتهاد، الّا انّه لا يخلو من النّظر و سيظهر لك فى تحقيقنا فى المقام. و هذه كلمات القوم فى معنى الاجتهاد، و للّه درّهم و عليه اجرهم.
التّحقيق فى المقام:
و التّحقيق فى المقام انّه لا يخفى عليك انّ المراد بالمجتهد فى اصطلاح الفقهاء و الأصوليّين ليس من يصدق عليه فى اللّغة انّه اجتهد و سعى الى ذلك فهو مجتهد، و الّا لزم ان يشمل عنوان المجتهد لكلّ من هو كذلك فى مبادى الاستنباط ايضا، مثل من اجتهد فى علم النّحو او الصّرف او المنطق و صار صاحب رأى و نظر، فيقال بانّه مجتهد.
بل المراد من المجتهد فى تعريف المصطلح عند القوم، هو الفقيه الّذى عرف
اسم الکتاب : الاجتهاد والتقليد المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 24