اسم الکتاب : الاجتهاد والتقليد المؤلف : الآملي، الميرزا هاشم الجزء : 1 صفحة : 217
جميع الموارد.
القول فى عدم دخول الصغيرة فى الرواية:
هذا، و لكن يشكل ذلك، بل و يقوى القول الثانى.
بانّ الكبيرة لا يختصّ صدورها بالبطن و الفرج و اليد و اللسان، بل قد تكون صادرة عن عضو آخر، مثل الفرار عن الزحف و مثل الرياء و مثل عقوق الوالدين، فإنّ صدورها غير مختصّ بكونه من عضو خاصّ دون عضو.
فيكون تخصيص الاعضاء الاربعة بالذكر، من جهة كثرة صدور الكبائر منها.
قرينيّة الموجود فى الانصراف:
و على هذا فإطلاق الكفّ فى الرواية على الجميع لا يخلو من التأمّل، من جهة احتمال قرينيّة الموجود، و سوق الكلام الى جهة الكبائر فقط.
و ممّا ذكرنا يظهر حال الاستدلال بعموم قوله (ع): بجميع عيوبه [1].
فانّ سبق الكلام بشىء قد يصير قرينة على انّ المقصود من العيب هو الكبيرة فقط.
القرينة الثانية للانصراف:
و هناك قرينة أخرى فى الرواية شاهدة على المطلوب، و هى الفقرة الاخيرة فى ذيل الكلام. و هى قوله (ع): حتّى يحرم على المسلمين ما وراء ذلك من عثراته و عيوبه.
فانّه لو كان المقصود من قوله (ع): جميع عيوبه، هو الكبائر و الصغائر معا، لما بقى ما وراء ذلك عيب و عثرة يلزم ذكره، مع انّ المتبادر منه وجود عيوب و عثرات ما وراء ذلك المذكور.