اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) المؤلف : الموسوي القزويني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 4
[في تعريف الاجتهاد]
أصل الاجتهاد (1) في اللغة: تحمّل و هو المشقّة (2) في أمر. يقال: اجتهد في حمل الثقيل، و لا يقال ذلك في الحقير.
و المباحث المذكورة باحثة عن الاستنباط أو المستنبط من حيث الاستنباط، و هو بحث عمّا يرجع إلى الأدلّة بالأخرة.
و ربّما يشكل الحال في أنّ من مميّزات مسائل العلم اندراجها في غاية العلم، و الغاية المطلوبة من تدوين اصول الفقه- على ما ظهر من تعريفه- كونها مقدّمات قريبة أو بعيدة تؤخذ في الاستدلالات على المسائل الفرعيّة، و لذا تعدّ من مباني الفقه، و المسائل المبحوث عنها في باب الاجتهاد ليست من المقدّمات المأخوذة في استدلالات المسائل الفرعيّة.
و يمكن الذبّ عنه أيضا: بأنّ الغاية المطلوبة من تدوين هذا الفنّ ابتناء استنباط المسائل الفرعيّة على مسائله، سواء كانت مقدّمات تؤخذ في استدلالات المسائل الفرعيّة، أو امورا يتوقّف الاستنباط على تحقّقها الخارجي.
و ما ذكرناه في توجيه عدّ هذه المباحث من مسائل الفنّ أسدّ ممّا صنعه شارح المختصر في بيانه من جعل موضوعه ثلاثة: الأدلّة و الاجتهاد و الترجيح.
و عن بعضهم إضافة التعادل أيضا إلى الترجيح، ليكون مباحث الاجتهاد باعتبار كونها باحثة عن حال الاجتهاد مندرجة في مسائل الفنّ كما أنّ مباحث التعادل و الترجيح مندرجة فيها باعتبار كونها باحثة عنهما، فإنّه- مع كونه خلاف ما اشتهر بين أرباب الفنّ و عليه جمهورهم من حصر موضوعه في الأدلّة- يرد عليه: رجوع البحث في مباحث البابين إلى الأدلّة.
أمّا باب الاجتهاد فلما وجّهناه هنا.
و أمّا باب التعادل و الترجيح فلما بيّنّاه في أوائل الكتاب فراجع و تأمّل.
نعم ينبغي القطع بخروج مباحث التقليد عن مسائله، و كون إيرادها في كتبه تبعا، بل الإنصاف أنّ مباحث الاجتهاد أيضا خارجة عن مسائله كما بيّنّاه ثمّة.
(1) افتعال من الجهد و هو فتحا و ضمّا- على ما في كلام غير واحد من أئمّة اللغة- الوسع و الطاقة، و عن الفرّاء الفرق بين مفتوحه فللمشقّة و مضمومه فللوسع و الطاقة، و ربّما ذكر له معنى آخر و هو الغاية و النهاية كما في المجمع.
(2) كما في شرح المختصر للعضدي، و محكيّ الوافية، و شارح الزبدة، و تبعهم بعض
اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد (التعليقة على معالم الأصول) المؤلف : الموسوي القزويني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 4