الأمر الأول: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مهما قيل فيه، فلا ريب في أنه القمة من العقل والحكمة وبعد النظر وحسن التصرف.
ومن الظاهر له ـ بل لكل أحد ـ أن دعوى النبوة والرسالة عن الله
عزّ وجلّ مستهدفة لأشد الإنكار والمقاومة، خصوصاً في محيطه الجاهلي الوثني الذي يراد بتلك الرسالة اقتلاع جذوره العقائدية من الأسس، وتحويله عقائدياً بالاتجاه المعاكس تمام.
ولاسيما أن دعوى النبوة تستبطن وتستلزم تميز مدعيها ورهطه برفعة ومقام يقتضي الطاعة والانصياع، وهو أمر لا يتناسب مع المجتمع العربي القبلي المتناحر، الذي لم يألف الخضوع والانصياع لرئيس أو عشيرة خاصة، والاعتراف بتميزهما ورفعة شأنهما بنحو يقتضي الطاعة.
أضف إلى ذلك أن المدعى له (صلى الله عليه وآله وسلم) هو النبوة والرسالة الخاتمة