والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم أنبيائه، وسيد رسله، الداعي إليه والدال عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، مصابيح الظلام، وهداة الأنام. ولعنة الله على أعدائهم الظالمين الذين حرفوا دينه، وانتهكوا حدوده، وصدوا عن سبيله، وأضلوا العباد، وطغوا في البلاد، فأكثروا فيها الفساد.
وبعد فقد سبق من بعض إخواننا المؤمنين وفقهم الله تعالى أن طلبوا منّا أن نصدر رسالتنا العملية في الفقه ببيان أصول الدين التي يجب الاعتقاد بها على الناس، وبها تكون نجاتهم. مع الاستدلال عليه، من أجل أن يكون المؤمن على بصيرة من دينه، وعذر عند ربه.
ولم يسعنا في وقته الاستجابة لهم، لضيق الوقت، وكثرة المشاغل الدينية والعلمية والاجتماعية. غير أنه كلما امتدّ بنا الزمن، ورأينا ما يطرح في الساحة من أفكار ودعوات، وما يرد على هذه الطائفة من ضغوط ومضايقات، تجلت لنا شدة الحاجة لذلك، وحكم الضرورة به.