وقال الله تعالى: ((أفَحَسِبتُم أنَّمَا خَلَقنَاكُم عَبَثاً وَأنَّكُم إلَينَا لاَ تُرجَعُونَ))[1]. حيث استنكر عليهم ان يحسبوا أن الله تعالى خلقهم عبثاً من دون حكمة.
وقال عزّ من قائل: ((رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ))[2]. فإنه كالصريح في أنه تعالى لو كان يؤاخذ الناس بأفعالهم من دون إرسال الرسل لكانت للناس عليه الحجة، وكان خارجاً عن الموازين العقلائية، تعالى الله عن ذلك علواً كبير. وبذلك استفاضت النصوص عن أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم).
كما أنه يظهر مما ورد عنهم (عليهم السلام) في موارد مختلفة المفروغية عن التحسين والتقبيح العقليين. وإن كان الأمر أوضح من ذلك بعد إدراك العقل للحسن والقبح في كثير من الأمور بالبداهة.