أم كنتم شركاء الله في حكمه، فلكم أن تقولو، وعليه أن يرضى، أم أنزل ديناً ناقصاً فاستعان بكم في إتمامه، أم أنزله تاماً فقصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أدائه؟! ماذا تقولون؟!.
فقال: من أين أنت؟ قلت: من أهل البصرة... فرحب بي وقربني، وقال: يا ابن أخي، لقد سألت فغلظت، وانهمكت فتعرضت [فتعوصت] وسأخبرك إن شاء الله.
أما قولك باختلاف القضايا فإنه [إذا] ما ورد علينا من أمر القضايا مما له في كتاب الله خبر أو في سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصل، فليس لنا أن نعدوا الكتاب والسنّة. وأما ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنا نأخذ فيه برأين.
قلت: ما صنعت شيئ. قال الله عز وجل: ((مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ))[1]، وقال: ((تِبيَاناً لِكُلِّ شَيءٍ))[2]، أرأيت لو أن رجلاً عمل بما أمره الله به، وانتهى عما نهاه الله عنه، أبقي عليه شيء يعذبه الله عليه إن لم يفعله، أو يثيبه عليه إن فعله؟!
قال: وكيف يثيبه على ما لم يأمره به أو يعاقبه على ما لم ينهه عنه.
قلت: وكيف يرد عليك من الأحكام ما ليس له في كتاب الله أثر، ولا في سنّة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) خبر؟!.