وَلَو اجتَمَعُوا لَهُ وَإن يَسلُبهُم الذُّبَابُ شَيئاً لاَ يَستَنقِذُوهُ مِنهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالمَطلُوبُ))[1]. ولم أقدر على الإتيان بمثله.
فقال أبو شاكر: وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ((لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللهُ لَفَسَدَتَ))[2]. لم أقدر على الإتيان بمثله.
فقال ابن المقفع: يا قوم هذا القرآن ليس من جنس كلام البشر، وأنا منذ فارقتكم مفكر في هذه الآية: ((وَقِيلَ يَا أرضُ ابلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أقلِعِي وَغِيضَ المَاءُ وَقُضِيَ الأمرُ وَاستَوَت عَلَى الجُودِيِّ وَقِيلَ بُعداً لِلقَومِ الظَّالِمِينَ))[3]. لم أبلغ غاية المعرفة بها ولم أقدر على الإتيان بمثله.
قال هشام: فبينما هم في ذلك إذ مرّ بهم جعفر بن محمد الصادق (عليهم السلام)، فقال: ((قُل لَئِن اجتَمَعَت الإنسُ وَالجِنُّ عَلَى أن يَأتُوا بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ لاَ يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَلَو كَانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِير))[4]. فنظر القوم بعضهم إلى بعض..." [5].
وذكروا أن ابن الراوندي قال لأبي علي الجبائي: "ألا تسمع شيئاً من معارضتي للقرآن ونقضي عليه؟". فقال له: "أنا أعلم بمخازي علومك وعلوم أهل دهرك. ولكن أحاكمك إلى نفسك، فهل تجد في معارضتك له عذوبة وهشاشة وتشاكلاً وتلازم، ونظماً كنظمه، وحلاوة كحلاوته؟ قال: