responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 16

«وثمت تفسير يرى أن الأسطورة ابتكرت للإبانة عن الحقيقة في لغة مجازية ثم نسي المجاز و فسرت حرفيا...

و لا يسلّم علماء الإنسان القديم الآن بنظرية واحدة تطبق على كل الأساطير، و الأصح عندهم التفسير الخاص بأساطير كل أمة» [1] .

و لأن الأسطورة حكاية تروى أو تنقل بوساطة الرواية-كما رأينا-يكون منهجها هو النقل.

و هذا-بدوره-يكشف لنا أن المنهج النقلي أقدم المناهج و أسبقها من ناحية تاريخية.

أما عن علاقة الدين بالأسطورة فتقول (الموسوعة العربية الميسرة ط 2- 1972 م-ص 148) : «و بين الأسطورة و الدين علاقة، و كثيرا ما تحكي الشعائر أحداث أسطورة» [2] .

و هي تشير بهذا إلى معجزات الأنبياء و كرامات الأولياء أمثال: عمر نوح، و فوران التنور بطوفانه، و تحوّل نار النمرود مع إبراهيم إلى برد و سلام، و قصة قصر بلقيس، و عصا موسى، و كذلك خلق الكون و الخ...

فإن جميع هذه و أمثالها كانت قبل التاريخ المدوّن، و لم نعثر على ما يشير إلى شي‌ء منها من آثار، و إنما تعرفناها من الكتب الدينية و الحكايات الأسطورية، و هي بهذا تدخل إطار الغيبيات، و العلم الحديث لا يؤمن إلاّ بالمشاهد و المحسوس، أو ما يمكن أن يخضع للملاحظة أو التجربة، كما سنتبين هذا في المرحلة الثالثة.

يقول (هيوم‌

Hume

) -متأثرا بالمنهج التجريبي-: «لقد رأينا الساعات و هي تصنع في المصانع، و لكننا لم نر الكون و هو يصنع، فكيف نسلم بأن له صانعا» [3] .


[1] الموسوعة العربية الميسرة أيضا.

[2] هكذا في المطبوعة و أخال أنها خطأ مطبعي، صوابه: أحداثا أسطورية.

[3] الإسلام يتحدى ط 6 ص 27.

غ

اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست