السبي : من سبى العدو ، من باب ضرب ، يسبيه سبيا وسباء ، أسره ، والغالب اختصاص الأسر بالرجال والسبي بالنساء ، وعلى ذلك قول الشاعر : فعادوا بالغنائم حافلات * وعدنا بالأسارى والسبايا وسبى اللَّه فلانا غرّبه وأبعده [1] ، حيث استعمل الأسارى في مقابل السبايا . فالسبي أعمّ موردا من الأسير ، لصدقه على أخذ من لا يحتاج إلى شدّة كالذراري ، والذي استعمل في القرآن الكريم هو الأوّل دون الثاني ، قال تعالى : « فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وتَأْسِرُونَ فَرِيقاً » [2] ، وقال سبحانه : « ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ » [3] . وقال تعالى : « ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً » [4] . وقال تعالى : « يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ الله فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ
[1] راجع المصادر المتقدمة . والأسير يطلق على من يعتقل في السجون وعلى من أخذ في الحرب ، ولكن عند الإطلاق يتبادر القسم الثاني ، والأحكام قد تكون مشتركة بين القسمين ، وقد يختص بالقسم الثاني أو الأوّل ، ومورد البحث في هذه الوجيزة هو القسم الثاني فقط . [2] الأحزاب : 26 . [3] الأنفال : 67 . [4] الإنسان : 8 .