يحكى أنهم كانوا في صفين لا يجيزون على جريح ولا يقتلون مولَّيا ، وحديث أبي فاختة في أنّ عليا عليه السلام لم يقتل الأسير الذي أتي به قائلًا : لا أقتلنّك صبرا إني أخاف اللَّه رب العالمين [1] وكذا رواية عبد اللَّه بن ميمون [2] ورواية أبي حمزة وفيها : سار واللَّه فيهم بسيرة رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله يوم الفتح ( وأهل القبلة عام ) [3] ، ورواية الشعبي : أسر علي عليه السلام يوم صفين فخلَّى سبيلهم . وكان علي عليه السلام إذا أخذ أسيرا من أهل الشام خلَّي سبيله إلا أن يكون قد قتل أحدا . وكان علي لا يجهز على الجرحى ولا على من أدبر [4] ، وحديث أخذ الأشتر الأصبغ أسيرا وإطلاقه [5] ، وحديث حفص بن غياث وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل . وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله في أهل مكة [6] ، ورواية مروان : انّ أول من سنّ قتال أهل القبلة علي بن أبي طالب ، فرأى أن لا يقتل أسير ولا يجهز على جريح ولا يتبع مولّ [7] ، وما روي من أنّ منادي علي عليه السلام كل يوم ينادي : أيها الناس لا تجهزن على جريح ، ولا تتبعن مولَّيا ولا تسلبن قتيلا ومن ألقى سلاحه فهو آمن [8] .
[1] الحديث الخامس والثامن والثلاثون . [2] الحديث التاسع . [3] الحديث الرابع عشر . [4] الحديث العشرون . [5] الحديث الحادي والعشرون . [6] الحديث السادس والعشرون . [7] الحديث الثالث والثلاثون . [8] الحديث الرابع والثلاثون .