مستحقّين اللعن والخلود والنار حسبما قدمناه . » [1] . كما هم قطعوا بارتداد مالك بن نويرة الصحابي المعروف ، وانه قتله خالد مع انه لم يعتقد خلافا ولم ينكر أصلا من الأصول ولم يعلن حربا ولم يظهر خلافا ، وانما منع الخليفة الزكاة وقسمها في فقراء قومه ، فكما صار مانع الزكاة لأبي بكر كافرا مستحقا للقتل ومرتدا فكذا الذين خرجوا على أمير المؤمنين وتركوا طاعته وخرجوا عليه وحاربوه [2] . وعلى كل حال كان لعلي أمير المؤمنين عليه السلام ذلك ولكنّه اختار العفو والمنّ ، فليس لأحد أن يتعدّى ذلك ويخالف السنّة التي سنّها في الباغي حتى يجيء الإمام المنتظر - عجل اللَّه تعالى فرجه - فيفعل ما يشاء . ونقل ابن قدامة في المغني عن علي عليه السلام أنه ودى قوما من بيت مال المسلمين قتلوا مدبرين [3] . الثاني : انهم لو حاربوا الإمام وانهزموا إلى فئة ( كما في صفين حيث كانوا ينهزمون إلى معاوية ) فقد قال قوم : لا يتبعون ولا يجهز على جريحهم ولا يقتل أسيرهم ، كما تقدم عن الحنابلة والشافعية ، ويمكن ان يستدلّ لهم بما روى ابن مسعود [4] وأبو أمامة [5] حيث
[1] الجمل : 29 / 30 . [2] راجع الجمل : 58 والمبسوط : ج 7 / 263 والانتصار : ص / 19 و 20 و 21 . [3] المصدر : ج 10 / 60 . [4] الحديث الأول وبه استدل ابن قدامة راجع المغني : ج 10 / 60 . [5] الحديث الرابع وبه استدل ابن قدامة في المغني : ج 10 / 60 .